لا شك أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أثرت على تأييد العديد من العرب والمسلمين في الولايات المتحدة للحزب الديمقراطي، قبيل أشهر من الانتخابات الرئاسية المرتقبة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
إلا أن أعين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس باتت تنصب على ولاية ميتشيغان التي قد تكون حاسمة لنتيجة الانتخابات.
ففي تلك الولاية المكتظة بالعرب والمسلمين، أكد هؤلاء أنه سيتعيّن على هاريس كسب تأييدهم مجددا بعدما شعروا بالتهميش جراء طريقة تعاطي الرئيس الحالي جو بايدن مع حرب غزة.
ويمكن لبلدة ديربورن التي تعد 110 آلاف نسمة وتعتبر بمثابة مركز ثقافي بالنسبة للأميركيين من أصول عربية بأن تلعب دورا محوريا في تقرير مصير الولاية المتأرجحة التي تصوّت أحيانا للجمهوريين وأحيانا أخرى للديمقراطيين.
فقد عبّر أفراد هذه الجاليات عن استعدادهم للإنصات لما ستقوله هاريس ودراسة خياراتهم، في تحوّل لافت عن مواقفهم العدائية السابقة حيال بايدن.
وقال أسامة السبلاني، ناشر صحيفة "صدى الوطن" The Arab American News "نحن الآن في حالة استماع"، وفق ما نقلت فرانس برس.
من جهته، رأى رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمود أن حرب غزة أثرت كثيرا على الناخبين، وقال "نحن مدينة عالمية حيث حوالى 55% من سكاننا من أصول عربية.. بالنسبة لكثير منا، عندما تتطرق لما يحدث في غزة، هؤلاء أفراد عائلاتنا وأصدقاؤنا".
فيما اعتبرت الناشطة والرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة الأميركية فاي نمر أن لدى نائبة الرئيس فرصة"، قائلة "يمكنها إما أن تكمل مسيرة بايدن أو تضع أجندتها الخاصة".
ولطالما كانت ميشيغان التي تضم مصنّعي السيارات "الثلاثة الكبار" (فورد وجنرال موتورز وكرايسلر) محطة مهمة للطامحين بالوصول إلى البيت الأبيض.
فولاية "حزام الصدأ" هذه كما تُعرف، استقبلت على مدار عقود من الاضطرابات في الشرق الأوسط، لبنانيين وعراقيين ويمنيين وفلسطينيين
وشكل هؤلاء قوة ناخبة قوية لأي ساع للوصول إلى الرئاسة، لاسيما أن الناخبين فيها كانوا يصوتون تارة للحزب الجمهوري وطورا للديمقراطي، بحسب الأحداث السياسية الخارجية والداخلية على السواء.
فعام 2000 فضّل العرب والمسلمون بفارق كبير جورج بوش الابن.
لكن سنوات "الحرب على الإرهاب" التي قادتها الولايات المتحدة وتخللتها حروب في الشرق الأوسط وأفغانستان وتم في إطارها تشديد الرقابة على المسلمين في الولايات المتحدة زجّت بهم في المعسكر الديمقراطي.
ثم ردّا على حظر الرئيس السابق دونالد ترامب السفر من بلدان مسلمة ودعمه المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة وغير ذلك، دعم الناخبون في ديربورن على سبيل المثال بايدن بأغلبية ساحقة عام 2020، ما ساعد الديمقراطيين على ضمان الفوز بالولاية بفارق ضئيل.
"أهون الشرّين"
لكن المشهد الآن تغير، فسكان الولاية يشعرون بالامتعاض من الطلب منهم التصويت لـ"أهون الشرّين" ويريدون بدلا من ذلك مرشّحا يحقق مطالبهم مثل وقف دائم لإطلاق النار في غزة والتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة.
علماً أن العديد من الأميركيين من أصول عربية شعروا مؤخرا بالرضا عن خيار هاريس لمنصب نائب الرئيس، إذ إن تيم والز تنبى نهجا تصالحيا مع معارضي الحرب، بخلاف حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو الذي اتّخذ موقفا مشددا ضد المتظاهرين في الجامعات.