وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مسؤولا من أقلية الهزارة الشيعية في حركة طالبان بأنه "هبة من السماء" للحركة الإسلامية التي تسيطر على أفغانستان منذ منتصف أغسطس الماضي.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن المتشددين عينوا الشاب مهدي مجاهد، البالغ من العمر 33 عاما في منصب رئيس الاستخبارات بمقاطعة باميان ذات الأغلبية الشيعية التي ينتمي لها مهدي.
وقال مهدي الذي منحته حركة طالبان لقب مولوي: "أنا جسر بين طالبان ومجتمع الهزارة".
من جانبه، قال نائب المتحدث باسم طالبان بلال كريمي، "مولوي المهدي يتبع أوامر وقواعد الإمارة الإسلامية. الناس سعداء جدا به بسبب خدمته. إنه شخص مخلص للغاية".
عندما وصلوا إلى السلطة لأول مرة في منتصف التسعينيات، تعرضت الهزارة إلى أعمال قتل وخطف، بالإضافة إلى تدمير مواقعهم التراثية مما أجبرهم على الفرار إلى إيران، طبقا للصحيفة.
ويمثل تعامل طالبان مع أقلية الهزارة في حكمها الجديد مقياسا أساسيا لمعرفة حقيقة ادعاء الحركة بأنها تغيرت عن حكمها السابق وتستحق الاعتراف الدولي والدعم المادي.
وبالإضافة إلى إنشاء محاكم خاصة بالشيعة، يأتي تعيين مولوي مهدي مسؤولا في طالبان وإرساله إلى مناطق الهزارة كمبعوث لتحقيق غاية الحركة في جذب دعم الأقليات لها، وفق الصحيفة الأميركية.
وقال مولوي مهدي إن "هذه الإمارة الإسلامية الجديدة ليست مثل الإمارة القديمة".
في سياق متصل، قال الباحث الأفغاني الذي يركز على مجتمع الهزارة، علي عديلي، "إنه ليس من النوع الوطني الذي يمكن أن يروق لمجتمع الهزارة". وأضاف الباحث الذي فر مؤخرا إلى فرجينيا الشمالية، "إنه شاب غير متعلم أيضا".
كما قال قادة ومحللون إن طالبان لم تحقق بعد بشكل صحيح أو تعاقب أيا من مقاتليها أو الموالين لها على الجرائم التي ارتكبوها ضد الهزارة بعد وصولها للسلطة.
في هذا الاتجاه، قالت الخبيرة في شؤون طالبان بمعهد التنمية لما وراء البحار، آشلي جاكسون، "كان من الممكن أن يبعث ذلك برسالة أقوى بكثير". وأضافت: "المساءلة أكثر فائدة للناس. إنها مساع للعلاقات العامة.. الأمر كله يبدو محاولة تجميلية".
"اعتبروني خائنا"
ولد مهدي في قرية صغيرة تسمى حوش في شمال أفغانستان، وكان يبلغ من العمر 8 سنوات عندما استولت طالبان على كابل عام 1996.
وبعد ثلاث سنوات، قصفت طالبان منطقته بلخاب، مما جعله عائلته تفر إلى إيران مثل العديد من أقلية الهزارة الآخرين، قبل أن يعود بعد طرد طالبان من السلطة عام 2001.
والتحق مهدي بالمدرسة وبدا أنه مستعد للعمل في مزرعة العائلة، لكن قائد محلي "فاسد" استولى على أراضي العائلة، وفقا لمهدي.
تؤكد "واشنطن بوست" أنه ردا على ذلك، خطف مهدي وأصدقاؤه نجل القائد. وبعد تدخل شيوخ الحي، أعاد القائد الأراضي وأفرج مهدي عن ابن ذلك القائد.
في تلك الليلة، اندلعت اشتباكات أمام منزل مهدي الذي تعرض لإصابة بينما كان يحاول الفرار من قوات القائد الذي تمركزت حول المنزل، قبل أن ينقل إلى المستشفى.
لاحقا، سجن مهدي لمدة 7 سنوات، حيث التقى للمرة الأولى مع مقاتلي طالبان داخل السجن، حيث كان يدرس القرآن ويصلي مع المسلحين 5 مرات في اليوم.
وقال سلمان أخلاقي، وهو صديق طفولته: "التقى بملالي طالبان داخل السجن. وعندما أُطلق سراحه، رأيت تغيرا كبيرا في سلوكه وفي جسده".
وعمل مهدي على تشجيع الهزارة بالانضمام إلى طالبان، وتحدث علانية ضد الجيش الأميركي والحكومة السابقة.
وقال مولوي مهدي: "لقد رآنا الشيعة من خلال عدسة سوداء. حتى مجتمعي المباشر اعتبروني خائنا".
من ناحية ثانية، قال رجل الدين الذي ينتمي للهزارة إبراهيم صالحي، "في كل مجتمع، هناك أشخاص يعملون لحساب طالبان لكسب لقمة العيش. ربما كانت حياتهم معرضة للخطر إذا لم يدعموا طالبان".
الحرة