لبنان آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

خاص- جولة بقاعية.. باسيل يحاول لملمة ما تبقى من شعبية التيار

خاص- جولة بقاعية.. باسيل يحاول لملمة ما تبقى من شعبية التيار

أشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، إلى "أننا في دولة بحالة إفلاس، ولم يستطع احد العمل كما يجب في قرى شرقي زحلة، لان الموازنات في الدولة لم تكن كبيرة"، موضحًا أنه "رغم ذلك، فعلنا الكثير لزحلة".

كلام باسيل خلال زيارته مدينة زحلة في اطار جولة بقاعية واسعة تهدف الى لملمة شعبيته التي تهاوت بعد موجة الاستقالات والاقالات الأخيرة.

التيارات

يواجه التيار الوطني برئاسة النائب جبران باسيل العديد من التحديات السياسية والشعبية والتنظيمية، فبعد الخلاف مع الحليف الرئيسي حزب الله حول قضايا جوهرية تتعلق بالسلاح وقرار الحرب والانتخابات النيابية، بدأ التيار يفقد جزءا اساسيا من قوته النيابية ويضعه مستقبلا امام تحديات شعبية .

التيار الوطني.. حركة شعبية

من المعروف ان التيار الوطني الحر كان حالة شعبية ملتفة حول العماد ميشال عون في مرحلة التسعينيات من القرن الماضي وخلال وجوده خارج لبنان ولحين عودته في العام 2005 ، ونجح التيار في استقطاب حالة شعبية كبيرة وايصال عدد كبير من النواب الى البرلمان في انتخابات العام 2005 ، ولاحقا بدأت بعض الشخصيات المؤسسة تترك التيار وتحول لاحقا الى حزب منظم نجح في الوصول الى السلطة والحكم بالتحالف مع حزب الله وكما نجح في ايصال العماد عون الى رئاسة الجمهورية في العام 2016 .

وتم تحويل التيار الى حزب منظم وانتخاب جبران باسيل لرئاسة التيار مما ادى لخروج بعض الشخصيات السياسية والحزبية منه بسبب الخلاف مع باسيل واسلوب ادارته للتيار ، وخلال عهد العماد ميشال عون في رئاسة الجمهورية واجه التيار تحديات سياسية وشعبية ولا سيما بعد احداث 17 تشرين الاول في العام 2019 ونشوب الانتفاضة الشعبية ، وتراجعت شعبية التيار وتعرض لحملة اعلامية وسياسية قاسية ، لكن رغم ذلك نجح التيار في الحفاظ على كتلة نيابية مهمة في انتخابات العام 2022 متحالفا مع حزب الله .

ولكن بعد انتهاء عهد العماد ميشال عون وبروز الخلافات مع حزب الله حول الانتخابات الرئاسية وتقاطع التيار مع بعض القوى المعارضة لدعم المرشح جهاد ازعور برزت خلافات جديدة داخل التيار وتكتله النيابي وكانت السبب الاساسي لاعتراض بعض النواب على سياسة الاستاذ جبران باسيل ، والتي انفجرت مؤخرا باقالة النائب الان عون واستقالة النائب سيمون ابي رميا وكذلك ابتعاد النائب الياس ابو صعب عن التيار ، وخروج النائب ابراهيم كنعان من التيار، اضافة الى ان عددا من قيادات التيار اما اقيلت او تركت التيار لاسباب تنظيمية او سياسية ، والعنوان الابرز لكل ذلك سعي النائب جبران باسيل للامساك بالتيار ومنع بروز اية حالة اعتراضية داخلية ، اضافة لبروز مقاربات مختلفة حول الوضع السياسي.

مستقبل التيار 

يؤكد التيار الوطني الحر ان الاولوية للحفاظ على الوحدة الداخلية والالتزام بالجانب التنظيمي وان اقالة او استقالة اي نائب او مسؤول من التيار من اجل الحفاظ على الوحدة الداخلية ، وان القوة الشعبية للتيار هي من ساهم بايصال هذه الشخصيات الى الموقع النيابي بغض النظر عن دورها النضالي او قدراتها الشعبية او السياسية .

لكن رغم اهمية دور التنظيم في ايصال هذه الشخصيات للمواقع النيابية ، فان هذه الشخصيات كانت تتمتع ايضا بحضور سياسي وشعبي وكان لها دور اساسي في النضال الحزبي مما سيفقد التيار قسما من االقاعدة الشعبية ، كما ان تحالف التيار مع حزب الله في الانتخابات النيابية الاخيرة ساهم في ايصال عدد من النواب من التيار ، وفي حال استمر الخلاف بين الحزب والتيار فان ذلك سيؤدي ايضا لخسارة جزءا من الكتلة النيابية .

باسيل والهيمنة على القرار

منذ توليه رئاسة التيار الوطني الحر، أظهر جبران باسيل رغبة واضحة في إحكام قبضته على القرارات السياسية والتنظيمية داخل الحزب، اذ يعتبر العديد من المراقبين أن باسيل يسعى لتحويل التيار إلى أداة تنفيذية لأجندته الخاصة، دون اعتبار كبير لآراء الأعضاء الآخرين ومنهم من أسس التيار مع العماد ميشال عون وضحى وعُذب واضطهد من قبل النظام الحاكم آنذاك. كما اصبح معلوماً ان باسيل يتخذ القرارات الهامة بمفرده، متجاوزاً الهيئات القيادية التقليدية للحزب، وهو ما يعزز من الصورة العامة له كقائد استبدادي.

أحد أبرز الأساليب التي يستخدمها باسيل في إدارة التيار الوطني الحر هي "سياسة الإلغاء". أي شخص داخل الحزب يتجرأ على مخالفة توجيهات باسيل أو انتقاد خياراته السياسية، يواجه خطر التهميش أو الإقصاء والاقالة. هذه السياسة لم تقتصر على القواعد الشعبية للحزب فحسب، بل شملت أيضاً القيادات البارزة التي تجد نفسها خارج دائرة القرار إذا ما خالفت التوجهات السائدة التي يفرضها باسيل، وآخرهم النائبان العريقان في "التيار" آلان عون وسيمون ابي رميا. هذا النهج يثير استياءً متزايداً بين أعضاء التيار، حيث يشعرون بأن الحزب بات يخضع لقيادة فردية متسلطة، بعيدة عن التعددية والديمقراطية الداخلية.

الاغتيال الإعلامي

وتشير الاوساط نفسها الى ان "الاغتيال الإعلامي" يعد أحد الأساليب الأكثر فتكًا التي يستخدمها جبران باسيل في محاولاته لإحكام السيطرة على التيار الوطني الحر وتصفية المعارضة الداخلية. من خلال هذا التكتيك، "يتفنن" باسيل ومعه "الفريق النافذ" حوله، في فبركة الملفات والاتهامات الباطلة ضد نوابٍ ومناضلين كانوا يوماً ما في طليعة من قدموا التضحيات خدمةً للحزب. يستخدم هذا الثنائي توزيع التهم وتزوير الحقائق كسلاح رئيسي ليس فقط لتشويه سمعة هؤلاء الأفراد، بل أيضاً لإرهاب الآخرين وإسكات أي صوت معارض أو ناقد داخل الحزب.

يقرأون الآن