حيث تهدف هذه الأنظمة إلى التنبيه لإصابة الكلى الحادة، أو ما يعرف باسم "القصور الكلوي الحاد (AKI) "، وعبارة انخفاض مفاجئ في وظيفة ترشيح الكلى، وهو حالة صحية تصيب ما نسبته 15% من المرضى الذين يمكثون ويتعالجون في المستشفيات ويزيد من خطر الوفاة بمقدار 10 أضعاف تقريباً، وبحسب ما ورد تعطي أنظمة الإنذار المبكر هذه تنبيها آلياً عبر السجل الصحي الإلكتروني للمريض عندما تظهر الاختبارات المعملية ارتفاعاً حاداً في مستويات الكرياتينين في الدم، والذي يعتبر علامة أساسية لحدوث القصور الكلوي الحاد
قصور الكلى
حيث أن الكرياتينين هي نفايات كيميائية تنتجها عضلات الجسم وتفشل الكلى في ترشيحها في هذه الحالة، ويقول (الدكتور فريد بيري ويلسون)، مدير مسرع الأبحاث السريرية والتحويلية في (جامعة ييل في مدينة نيو هيفن بولاية كونيتيكت الأمريكية): " لقد كان الراي السائد هو أن هذه التنبيهات يمكن أن تفيد المرضى فقط، ولكن بعد دراستنا فإن الاستنتاج الأكثر أماناً هو أنه لا يمكننا تقديم أي دليل على أن هذه التنبيهات مفيدة في الأساس. " خلال الدراسة، فحص فريق الدكتور ويلسون بيانات مأخوذة من أكثر من 6000 مريض بالغ يعانون من القصور الكلوي الحاد في 6 مستشفيات مختلفة تابعة لجامعة ييل والتي طلب فيها من مقدمي الرعاية الصحية تشغيل التنبيه حول أمراض القصور الكلوي الحاد لدى نصف المرضى، بينما تم إيقاف تشغيل وظيفة التنبيه لدى بعض المرضى الآخرين، وقد وجد الباحثون أن التنبيهات أدت إلى تغييرات طفيفة في الرعاية الصحية التي يحصل عليها المرضى، بما في ذلك اجراء اختبارات البول الإضافية والمزيد من اختبار مستويات الكرياتينين في الدم، وزيادة توثيق خطر قصور الكلى الحاد لدى المرضى، لكنها لم تحدث فرقاً ملحوظاً في النتائج، ووفق نتائج الدراسة المنشورة على الإنترنت بتاريخ 18 يناير في مجلة BMJ ، فقد كان من المحتمل أن يكون المرضى في مجموعة التنبيه يعانون من تفاقم الحالات المرتبطة بأمراض القصور الكلوي الحاد أو يحتاجون إلى غسيل الكلى، أو يموتون مثل أولئك الموجودين في المجموعة غير المنبهة، لكن الباحثون قد انزعجوا بعض الشيء عندما اكتشفوا في مستشفيين من المستشفيات التي شملتها الدراسة أن معدل الوفيات للمرضى الذين تلقوا تنبيها من أمراض القصور الكلوي الحاد كان أعلى بكثير، بنسبة وصلت إلى 15.6%، مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا تنبيهاً، والتي كانت نسبتهم 8.6% فقط، كما يقول (الدكتور ويلسون) في بيان صحفي صادر عن جامعة ييل: " ما تقوله دراستنا هو أننا بحاجة إلى العودة إلى الأساسيات لمعرفة الخلل، فنحن بحاجة إلى النظر عن كثب في سلوكيات مقدمي خدمات الرعاية الصحية والخدمات التي يتلقاها مرضى القصور الكلوي الحاد، وأن نتأكد من أنهم يعطونهم الكثير من السوائل الوريدية أم لا، أم أن هذه التنبيهات تشتت انتباههم؟ في الحقيقة، لا يوجد لدينا سبب واضح واحد لشرح هذه النتائج السيئة ".
المصدر: شبكة نيوز ماكس