مع انطلاق تونس نحو خطوة جديدة على مسار "التحرير الكامل"، شحذ البلد الأفريقي هممه لمحاسبة تنظيم الإخوان على جرائم عناصره في العشرية المنصرمة.
فبينما أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، يوم الجمعة، افتتاح أول مركز اقتراع للانتخابات الرئاسية بالخارج، حاول تنظيم الإخوان وعناصره تعطيل وصول محطة الاستحقاق الديمقراطي إلى ناخبي الداخل.
إلا أن القضاء التونسي حاول إجهاض تلك المساعي، فأصدر مذكرات اعتقال دولية بحق رفيق عبد السلام بوشلاكة صهر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وأحد وزراء الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، المنذر الزنايدي والمدون الإخواني أنيس بن ضو والناشط السياسي ثامر بديدة.
وبحسب بلاغ للقطب القضائي لمكافحة الإرهاب (محكمة مختصة) الجمعة، فإنه وإثر تعهيد النيابة العامة لدى القطب القضائي، الوحدة الوطنية المختصة في جرائم الارهاب بالبحث فيما نشر من تدوينات ومقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل: المنذر الزنايدي ورفيق بوشلاكة وأنيس بن ضو وثامر بديدة، والتي كانت تهدف إلى "بث الفوضى والرعب بين المواطنين وإثارة البلبلة وتعطيل سير العملية الانتخابية والمس من هيبة الدولة ومؤسساتها".
وأكد البلاغ أنه "وبعد استيفاء الأبحاث الأولية، أذنت النيابة العامة لدى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بفتح تحقيق في مختلف تلك الوقائع وطلبت إصدار البطاقات القضائية اللازمة وتولى قضاة التحقيق المتعهدون إصدار بطاقات جلب دولية في حق كل واحد من المظنون فيهم ولا تزال الأبحاث التحقيقية جارية".
وكان القضاء التونسي وجه الأسبوع الماضي للأشخاص الأربعة الذين ثبت تواجدهم خارج البلاد، تهما تتعلق بقضية التآمر على أمن الدولة وتكوين وفاق (مجموعة) إرهابي.
والأسبوع الماضي، أمر القضاء التونسي، -كذلك- بمباشرة التحريات اللازمة ضد السياسي التونسي المنذر الزنايدي بعد إدراج اسمه بالتفتيش في قضية التآمر على أمن الدولة. وفي 2 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، بشكل نهائي رفض ترشح المنذر الزنايدي، في الانتخابات الرئاسية.
والسبت الماضي، أعلن القضاء التونسي بدء التحقيقات بحق صهر الغنوشي ووزير الخارجية السابق، بتهمة "تشكيل وفاق إرهابي والتحريض على الانضمام إليه، والتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي، والاعتداء المقصود منه تغيير هيئة الدولة وحمل السكان على مهاجمة بعضهم البعض".
أما أنيس بن ضوء، فهو مدون تونسي يقطن خارج البلاد وهو صاحب صفحة تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي اسمها "سكوندال (فضيحة)"، مهمتها تشويه هذا المسار الانتخابي.
والأربعاء، طالب القضاء التونسي، بإدراج الناشط السياسي ثامر بديدة على قوائم الشرطة الدولية (الإنتربول)، بتهمة التآمر على أمن الدولة والسعي لتشكيل "مجموعة إرهابية".
وثامر بديدة الذي يعيش حاليا في الولايات المتحدة، هو مؤسس حزب مسار 25 تموز/ يوليو الداعم للرئيس قيس سعيّد، قبل أن ينشق عنه ويصبح معارضا وانطلق مؤخرا في حملة تدعو للعصيان المدني.
وينطلق السباق الانتخابي في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث يخوض الاستحقاق الرئاسي 3 مرشحين، هم الرئيس الحالي قيس سعيّد، والعياشي زمال، وزهير المغزاوي.
وكان الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد اعتبر الانتخابات الرئاسية، خطوة جديدة على مسار "التحرير الكامل والتطهير الشامل"، مبرزا أهميته في استكمال الثورة التي بدأها الشعب منذ أكثر من عقد.