فورد تسعى لإعادة تقديم نفسها كشركة ناشئة..هذا ما تخطط له

سيارة فورد كهربائية

تبحث شركة فورد موتور عن طرق لفصل أعمال السيارات الكهربائية عن أعمالها القديمة التي تعود إلى أكثر من قرن من الزمان، على أمل كسب تقدير المستثمرين الذي تتمتع به شركة تسلا، وغيرها من صانعي السيارات الكهربائية.

وقالت مصادر لوكالة "بلومبرغ، إن الرئيس التنفيذي جيم فارلي، يسعى إلى عزل عمليات فورد الكهربائية عن أعمالها في محركات الاحتراق الداخلي – السيارات التقليدية – بهدف إطلاق العنان للشركة الجديدة في الحصول على تقييمات بمضاعفات مثيلة لـ"تسلا"، والتي منحتها قيمة سوقية تقترب من تريليون دولار.

إلا أن فكرة فارلي، قد تواجه صعوبات بالغة لتنفيذها، لذلك قد يقوم فارلي بدلاً من ذلك ببساطة، بفصل أعمال السيارات الكهربائية داخلياً كوحدة خاصة بها كجزء من إعادة تنظيم واسعة تسعى إلى منح فورد ميزة في عصر الكهرباء، وفقاً لما اطلعت عليه "العربية.نت".

ومثل تلك الخطط قد تفقد عائلة هنري فورد، السيطرة على الشركة البالغة من العمر 118 عاماً، والتي كانت رابع علامة تجارية للسيارات في التاريخ، والثالثة من حيث التطوير، فضلاً عن أنها المبتكر لطريقة خطوط الإنتاج الثورية في صناعة السيارات، والتي دفعت العديد من الأسماء التي سبقتها إلى تبني أسلوبها في الصناعة. وتتحكم العائلة في الشركة من خلال فئة خاصة من الأسهم، إذ يخشون فقدان التأثير على أحد أقدم صانعي السيارات في العالم.

وتستحوذ الأسرة المؤسسة، بقيادة الرئيس التنفيذي بيل فورد، على 3 مقاعد في مجلس الإدارة.

على الجانب الآخر، تواجه الشركة ضغوطاً من وول ستريت للتخلي عن أعمالها الناشئة في مجال السيارات الكهربائية لتعزيز القيمة عن طريق التخلص من التكاليف القديمة والحصول على وصول أكبر إلى أسواق رأس المال، وبالتالي تقييمات مختلفة. خاصةً بعد أن منح المستثمرون قيمة هائلة لمصنعي السيارات الكهربائية الخالصة، مثل شركة Rivian Automotive، التي تصدرت قيمتها السوقية لفترة وجيزة شركة فورد في أواخر العام الماضي على الرغم من إنتاجها لعدد قليل نسبياً من السيارات.

وعلى الرغم من ارتفاع سهم فورد بنسبة 2.9% بعد هذه الأخبار، إلا أن الشركة أكدت على تركيزها على خطتها المعروفة باسم فورد بلس، للانتقال إلى عصر السيارات الكهربائية، وقالت إنه ليس هناك نية للتخلص من أعمالها في مجال السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات.

ومع ذلك، في وقت مبكر من هذا الشهر، لم يرفض فارلي إمكانية فصل أي من العمليتين عندما سئل عن هذا الموضوع أثناء مكالمة أرباح الشركة.

وقال فارلي: "إن إدارة شركة فورد للسيارات التقليدية الناجحة وأعمال السيارات الكهربائية ليستا نفس الشيء".

وفي الوقت الذي سعى فيه فارلي إلى تعظيم قيمة عمليات فورد للسيارات الكهربائية، تطورت رؤيته بمرور الوقت، من التفكير في البداية في جزء أصغر، إلى التفكير في تفكك كامل، إلى النظر الآن في الانقسام الداخلي، وفقاً لمصادر "بلومبرغ".

خصصت شركة فورد 30 مليار دولار لاستراتيجيتها الخاصة بالمركبات الكهربائية حتى عام 2025، وتنفق ما بين 10 إلى 20 مليار دولار أخرى بحلول نهاية العقد لتحويل المصانع إلى بناء نماذج المكونات الإضافية. وتخطط الشركة لإنتاج 600000 مركبة كهربائية سنوياً في غضون عامين وتحقيق ما يصل إلى نصف مبيعاتها من السيارات التي تعمل بالبطاريات بحلول عام 2030.

الربحية التحدي الأصعب

قال المحللون إن شركة فورد بحاجة إلى التخلص من نموذج أعمالها القديم لتحقيق هوامش الربح التي تحققها شركة تسلا، والتي قدّر فارلي أنها تتجاوز 10000 دولار للسيارة.

وأوضح المحللون أنه لتعويض التكلفة المرتفعة للسيارات الكهربائية، يحتاج صانعو السيارات إلى نموذج مبيعات مباشر، كما هو الحال في تسلا وريفيان، والذي يتجاوز التجار، كما يحتاج صانعو السيارات أيضاً إلى خفض تكاليف العمالة.

بدوره، قال المحلل في مورغان ستانلي، آدم جوناس، في مذكرة للمستثمرين في نوفمبر: "تحرز فورد تقدماً كبيراً في مجال الكهرباء".

وأضاف: "شركات صناعة السيارات القديمة تواجه تحديات خطيرة من السيارات الكهربائية، وفي رأينا، سوف تتطلب إجراءات غير تقليدية لمعالجتها".

العربية

يقرأون الآن