تكنولوجيا

اختبارات لخلايا العين من أجل صنعها في علاج مرض نادر

طور العلماء في المعهد الوطني للعيون استراتيجية علاج جيني واعدة لمرض نادر يسبب فقدانا حادا في الرؤية في مرحلة الطفولة، وهو شكل من أشكال مرض ليبر الخلقي، والذي ينتج عن طفرات جسمية سائدة في جين CRX ، والتي يصعب علاجها بالعلاج الجيني

اختبارات لخلايا العين من أجل صنعها في علاج مرض نادر

اختبارات لخلايا العين من أجل صنعها في علاج مرض نادر

وقد اختبر العلماء نهجهم باستخدام أنسجة شبكية عين مصنوعة في المختبر ومبنية من خلايا عيون المرضى التي تسمى العضيات الشبكية، فهذا النهج الذي تضمن إضافة نسخ من الجين الطبيعي تحت آلية التحكم الأصلية، أعاد وظيفة جين CRX جزئياً، وذلك بحسب ما كشفته الدراسة التي نشرت يوم أمس في موقع المعهد الوطني للعيون

العين

حيث يقول (الدكتور أناند سواروب) رئيس مختبر NEI Neurobiology وكبير الأطباء القائمين على الدراسة: " إن نهجنا العلاجي الذي يعتمد على إضافة المزيد من نسخ هذا الجين الطبيعي، يمكن أن يعالج مرض ليبر الخلقي الذي ينتج عن مجموعة متنوعة من الطفرات الوراثية " تجدر الإشارة إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد وافقت على استخدام عقار Luxturna في عام 2017 لعلاج مرضى مرض ليبر الخلقي الذين يعانون من طفرات في جين يسمى RPE65 . وعلى الرغم من الترحيب به باعتباره اختراقاً نوعياً في العلاج الجيني، إلا أن عقار Luxturna غير فعال ضد الأشكال الأخرى من مرض ليبر الخلقي، بما في ذلك تلك التي تسببها الطفرات الجسدية السائدة في جين CRX وبحسب الباحثين، يقوم جين CRX بتشفير بروتين يسمى بروتين CRX أيضاً، والذي يرتبط بالحمض النووي ويوجه المستقبلات الضوئية لشبكية العين لصنع أصباغ حساسة للضوء تسمى Opsins فبدون بروتين CRX الوظيفي هذا، تفقد المستقبلات الضوئية قدرتها على اكتشاف الضوء وتموت في نهاية المطاف، مما يسبب العمى والفقدان الحاد في الرؤية، الجدير بالذكر أنه من الصعب علاج بعض الاضطرابات التي تسببها المشاكل الوراثية والجينية مثل هذا الشكل من مرض ليبر الخلقي بالعلاج الجيني، لأن إضافة المزيد من الجينات الطبيعية لا يؤدي دائما إلى استعادة الوظيفة الجينية أو إصلاح الخلل، فلا يزال لدى الأشخاص الذين يعانون من طفرات جينية سائدة نسخة طبيعية واحدة من الجين، لكن النسخة الطافرة من البروتين تتداخل مع البروتين الطبيعي، وهذا ما يسبب المشكلة في الأساس، وفي بعض الأحيان، بدلاً من استعادة الوظيفة الطبيعية، يمكن أن يؤدي إضافة المزيد من الجينات الطبيعية والبروتين الطبيعي الخاص بها إلى تعزيز المرض بطرق غير متوقعة أيضاً لاستكشاف كيفية تأثير زيادة الجينات لدى المرضى الذين يعانون من هذا الشكل من مرض ليبر الخلقي، طور فريق الدكتور سواروب العضيات الشبكية المأخوذة من متطوعين مصابين بمرض ليبر الخلقي ومن أفراد عائلتهم غير المصابين بالمرض، وبقيادة (الدكتور كاميل كروكزيك) قاموا ببناء الأنسجة المعقدة الشبيهة بشبكية العين الطبيعية على عدة مراحل، بدءاً من خلايا الجلد، مما أدى إلى إنتاج مستقبلات ضوئية ناضجة وخلايا شبكية أخرى مع المظهر الجيني لكل منها بشكل مذهل، وكما هو متوقع، كانت العضيات الشبكية المريض تنتج كميات أقل من أصباغ opsin المستشعرة للضوء من العضيات الشبكية المصنوعة من أفراد الأسرة السليمين، للتحكم بدقة في مقدار جين CRX الذي سيتم التعبير عنه بواسطة المستقبلات الضوئية في العلاج، أعاد الفريق هندسة محفز CRX بحيث يمكن توصيله مع جين CRX كجزء من العلاج الجيني، حيث أن المحفز هو تسلسل مجاور للحمض النووي يتحكم في توقيت وكيفية التعبير عن الجينات والبروتينات داخل الجينات، وقد قام الباحثون بحقن الجين ومحفزه الهندسي داخل فيروس لنقلهما إلى المستقبلات الضوئية العضوية، وبحسب الباحثين استعادت استراتيجية التعزيز الجيني هذه بعض وظائف بروتين CRX للعضيات الشبكية الخاصة بالمرضى بنجاح، مما أدى إلى التعبير عن أصباغ opsin المستشعرة للضوء بشكل واضح .

مصدر الخبر: مجلة MedicalXpress

يقرأون الآن