على الرغم من إعلان موسكو، أمس الأربعاء، تجميد عملياتها بمحيط كييف والتركيز على إقليم دونباس (شرقا)، أوضحت وزارة الدفاع البريطانية في بيان اليوم الخميس، أن القوات الروسية لا تزال متمسكة بمواقعها في شرق وغرب كييف رغم انسحاب عدد محدود من الوحدات.
كما أضافت أنه "من المحتمل أن ينشب قتال عنيف في ضواحي العاصمة خلال الأيام المقبلة".
قتال عنيف بماريوبول
أما في ما يتعلق بمدينة ماريوبول الساحلية جنوب شرق أوكرانيا، فنفت المخابرات العسكرية توقف الاشتباكات، مؤكدة أن القتال العنيف مستمر في المدينة الاستراتيجية المحاصرة من قبل الروس، منذ أيام.
كما لفتت إلى أن "القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على وسط المدينة"، على الرغم من تقدم الروس في بلدات وقرى تحيطها.
ومنذ أسابيع عدة تطوق القوات الروسية كييف دون أي تقدم، لتعلن وزارة الدفاع الروسية أمس وقف أي عمليات هناك والتركيز على دونباس. إلا أن وزارة الدفاع الأميركية شككت بهذا الإعلان، موضحة أنه مجرد إعادة تموضع للروس حول كييف.
كما تقصف روسيا ماريوبول التي خطفت اهتمام العالم مؤخرا، بعنف، فيما تحذر السلطات الأوكرانية من أوضاع كارثية. فقد نبه فاديم بويتشنكو رئيس بلدية المدينة الساحلية، قبل أيام أنها باتت على شفا كارثة إنسانية، مطالبا بإجلاء سكانها بالكامل، ومشددا على أن ما يقارب 160 ألف مدني محاصرون داخلها، بلا كهرباء وغذاء كاف.
هدف استراتيجي
يذكر أن حوالي ألفي مدني قتلوا في ماريوبول، بحسب حصيلة أعلنتها بلدية المدينة مؤخرا، بعد أن فشلت عدة محاولات لفتح طريق إجلاء آمن للمدنيين وسط تبادل اتهامات بين الطرفين بانتهاك وقف النار.
في حين نفت روسيا مرارا استهداف المدنيين، محملة أوكرانيا مسؤولية الفشل المتكرر في الاتفاق على فتح ممرات آمنة لإخراج المحاصرين.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية التي وصفتها موسكو بالمحدودة في 24 فبراير الماضي، شكلت ماريوبول التي تطل على بحر آزوف، هدفاً استراتيجياً لموسكو، لاسيما أن الاستيلاء عليها سيتيح ربط المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون للروس، في الشرق مع شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها عام 2014.
العربية