رغم جمود الوضع السياسي في العراق نتيجة أزمة تشكيل الحكومة، إلا أن الساحة الفنية استقبلت شهر رمضان وهي تعج بالنشاط وغزارة الإنتاج في كثرة وتنوع وجرأة القضايا التي تتناولها المسلسلات.
وتراجعت الدراما العراقية على مستوى الإنتاج السنتين الماضيتين نتيجة الأزمة المالية التي تعيشها البلاد، وما تبعها من إجراءات وقائية فرضتها جائحة كورونا.
لكن هذا الموسم الفني بدا غزير الإنتاج، والمنافسة شديدة على جذب المشاهدين فيما يخص قضايا الأعمال، وأماكن التصوير، والوجوه الفنية، وعدد الحلقات.
وبرزت الأعمال الكوميدية والاجتماعية والسياسية على خريطة الدراما العراقية، وبعضها يأتي كجزء ثان بعد عرض جزئها الأول الموسم الماضي.
وعلى غير العادة، خلت "شبكة الإعلام العراقي"، والتي تضم قنوات رسمية، من أي عمل درامي الموسم الحالي، فيما تعرض محطات خاصة أكثر من 20 عملا.
وأرجع رئيس مديرية الدراما في الشبكة الحكومية، وديع نادر، هذا الأمر لعدم توفر المخصصات المالية، حيث ترتبط بالميزانية العامة.
تفاؤل حذر
الفنانة العراقية والأكاديمية، عواطف نعيم، بدت متفائلة بشأن الأعمال الفنية العراقية في رمضان، مؤكدة أن "كثرة الأعمال الفنية ليست ظاهرة سلبية، وليست دائما على حساب النوعية، وبالتأكيد سيبرز وسطها عملان أو ثلاثة تحقق نجاحا باهرا".
ولفتت في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية" إلى أن "الحروب والكوارث التي مر بها العراق جعلت الدراما المتنفس الوحيد القادر على تناول هذه القضايا".
وفي نفس الوقت نبهت إلى أن "المقلق أحيانا هو الاختيار الخاطئ للممثلين، ففي حين يبقى الفنانون الحقيقيون دون مشاركة ولو بعمل واحد، نرى الممثلات الحديثات في المجال، أو ما يسمى بـ(الموديل)، في عدة أعمال، بناء على رغبة المنتجين".
وعلى هذا دعت لـ"تقنين مشاركة المخرجين من دول أخرى في صناعة الدراما عن العراق، لعدم معرفتهم التامة بوضع البلاد، وما يحتاجه المشاهد".
انتعاش الكوميديا
جاءت الكوميديا على رأس الأعمال الفنية هذا الموسم، إذ سيشاهد العراقيون مسلسل "حامض حلو" الذي يضم كوكبة من نجوم الفن العراقي، في موسمه الثالث.
كذلك يبرز العمل الكوميدي "قط أحمر" بموسمه الثاني، ومن تأليف أحمد وحيد، الذي يمثل فيه دور البطولة، مع كل من حسن حنتوش ونور محمد تقي ورشا رعد.
ولأول مرة يبرز عمل كوميدي مشترك بين ممثلين عراقيين وسوريين، وهو "أنا والمديرة"، ويشترك فيه آلاء حسين وإياد راضي من العراق، وأيمن رضا وجيني إسبر من سوريا.
كما سيشاهد العراقيون، أعمالا بصبغة سياسية، منها "الدولة العميقة"، ويتناول قضية خطيرة عن افتراضية وجود قوى خفية تحرك قرار الدولة وتتحكم في ثرواتها، وهو من تأليف عادل كاظم وإخراج بختيار فتاح.
ورغم الانتهاء من المسلسل الضخم "ليلة السقوط" حول سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل في نينوى شمال العراق 2014، فإن عرضه في رمضان لم يحسم بعد.
وتمتزج الكوميديا بالسياسة في "كما مات وطن" من تمثيل إياد راضي، والذي لاقى استحسانا في مواسمه السابقة.
وتلطف الرومانسية سخونة السياسة في مسلسل "وطن" الذي يجمع بين الاثنين، ويطل فيه جواد الشكرجي وجلال كامل ومريم غريبة، من إخراج مهند أبو خمرة وتأليف عبد الحميد المغربي.
واعتبر الأستاذ في كلية الفنون الجميلة ببغداد، ياسر العبيدي، أن "تنوع الأعمال سمة إيجابية، ويلبي رغبات المشاهدين الذين باتوا يشاهدون أعمالا أجنبية، ما يصعّب مهمة صناع الدراما في تقديم أعمال منافسة".
وأضاف العبيدي في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية" أن "الوضع العراقي بحاجة لمزيد من الأعمال للحاق بركب الواقع الاجتماعي والسياسي".
سكاي نيوز