كشفت نتائج دراسة علمية أن العديد من الأشخاص يقومون بالعد التنازلي انتظارًا لليوم الذي يمكنهم فيه أخيرًا التقاعد، مختتمين المسيرة الوظيفية، ولكن إذا كانت طبيعة الموظف الشخصية منفتحة، فربما يكون أكثر حذرًا بشأن التخلي عن العمل.
الضمير الحي
فبحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" Daily Mail البريطانية، نقلًا عن دورية PLOS ONE، توصل باحثون من "جامعة كاسيتسارت" في بانكوك إلى وجود روابط رئيسية بين السمات الشخصية المختلفة ورد الفعل تجاه التقاعد.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن المنفتحين ربما يعانون من صعوبة في التأقلم بعد خروجهم من السلك الوظيفي، في حين أن الأشخاص الذين يتسمون بالضمير الحي يميلون أكثر إلى الاستمتاع بالتقاعد في وقت مبكر.
السمات الشخصية الخمسة
وركزت الدراسات السابقة على كيفية ارتباط المسارات المختلفة للخروج إلى المعاش، مثل التقاعد الإلزامي أو الطوعي، بالرضا عن الحياة اللاحقة. ولكن حتى الآن، تم إجراء القليل من الأبحاث حول كيفية اختلاف هذه الارتباطات اعتمادًا على السمات الشخصية للموظف.
وفي دراستهم الجديدة، حلل فريق الباحثين بيانات من دراسة استقصائية شملت أكثر من 2000 بالغ بريطاني تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عامًا.
تم تصميم أسئلة الاستطلاع لتقييم مستويات السمات الشخصية "الخمسة الأساسية" وهي: الانبساط والقبول والانفتاح والضمير والعصبية، وجرى توجيه أسئلة عن مسار الخروج إلى التقاعد من الوظيفة ومدى الرضا عن الحياة أثناء مرحلة المعاش وما إذا كانوا يخططون للالتحاق بالعمل مجددًا أم لا.
الرضا عن الحياة والحاجز النفسي
كشف تحليل النتائج أن الأشخاص الذين سجلوا درجات عالية من حيث الضمير كانوا أكثر ميلًا للقول إنهم راضون عن حياتهم بعد التقاعد المبكر.
وعلى العكس، كان الأشخاص الذين سجلوا درجات عالية في الانفتاح أكثر ميلًا للقول بأنهم غير راضين عن حياتهم ودخلهم ووقت فراغهم بعد التقاعد.
ويرجح الباحثون أن الضمير ربما يكون بمثابة "حاجز نفسي"، حيث يكون الأشخاص الذين سجلوا درجات عالية في هذه السمة أكثر نشاطًا في إيجاد طرق جديدة لتحقيق حياتهم. وفي المقابل، ربما يفتقد المنفتحون العلاقات الاجتماعية التي أقاموها في العمل.
تعزيز رفاهية كبار السن
ويأمل الباحثون في إمكانية استخدام النتائج لتطوير تدخلات وسياسات لتعزيز رفاهية كبار السن، بخاصة أن الدراسة جاءت بعد وقت قصير من ادعاء بعض الباحثين أن التقاعد المبكر ضار بالصحة، إذ أعلن باحثون في جمعية "ماكس بلانك" الألمانية لتقدم العلوم أن العمل حتى سن 67، يؤدي إلى إبطاء التدهور المعرفي ويمكن أن يساعد في مكافحة أمراض مثل الزهايمر والأمراض الأخرى التي يمكن أن تؤثر سلبًا على الوظائف الإدراكية للشخص.
العربية