يعتبر الحزب «التقدمي الاشتراكي»، من أكبر «الرابحين» في الانتخابات النيابية، حتى من دون أن يزيد عدد ممثليه في البرلمان، وذلك بعد المعركة التي خيضت ضدّه، ومحاولات تطويقه من قبل «حزب الله»، عبر حلفائه في عدد من المناطق، ولا سيما في الشوف.
وفي حين أسفرت النتائج عن هزّة أصابت معظم الأحزاب، فإن «الاشتراكي» الذي حذّر رئيسه وليد جنبلاط من «اغتيال جديد» عبر الانتخابات، داعياً «لردّ الهجمة في صناديق الاقتراع»، لم يحافظ فقط على عدد نوابه التسعة، إنما تجسد فوزه أيضاً عبر سقوط مدوٍّ لخصومه.
وبين هؤلاء رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان، إضافة إلى الوزير السابق وئام وهاب، اللذين تحالفا في لائحة واحدة مع «التيار الوطني الحر» بدعم من «حزب الله»، وقد أطيح بهما لصالح مرشحين اثنين من مجموعات المعارضة اللذين يعتبر «الاشتراكي» أن فوزهما بمثابة مكسب بالنسبة له، لا سيما أن النائب الدرزي المنتخب في عالية، مارك ضو، يعرف بمواقفه التي لا تصنف على أنها في خط الممانعة، وهو الأمر الذي ينسحب على النائب الدرزي المنتخب في الجنوب، فراس حمدان، الذي خاض المعركة في مواجهة المصرفي مروان خير الدين، المدعوم من «حزب الله» وحركة «أمل».
وقال مفوض الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي»، صالح حديفة لـ«الشرق الأوسط»: «نعتبر أننا حققنا أهداف المعركة التي رسمناها بنجاح، بفضل خيارات الناس الذين لا يزالون يرون في جنبلاط و(الاشتراكي) الخط الذي يعبر عنهم، والأهم أنه تكرّست الميثاقية الدرزية التي حاول (حزب الله) كسرها».
وتحدث حديفة عن معركة مزدوجة خاضها «الاشتراكي»، موضحاً: «معركتنا كانت باتجاهين: الأول، مع (حزب الله) والصف الممانع الذي بذل جهوده لتطويقنا، مستخدماً بذلك كل الأسلحة المادية والمعنوية، بما فيها الترهيب، ليعود بعدها الخاسرون ويتهموننا بدفع المال، والثاني مع الجو الذي تمّ خلقه للقول إننا فاسدون، وهو ما ردّ عليه الناس بالتأكيد على أن الثقة لا تزال موجودة بنا».
واعتبر حديفة أن فوز ضو وحمدان يفيد «الاشتراكي» لانسجامهما معه فيما يعرف بالخط السيادي، ويقول: «يبدو واضحاً أن الناس اقترعوا للسيادة والإصلاح، وبالتالي انتخاب من يملكون هذا التوجّه يفيدنا ولا يضرّنا، ما داموا مع الخط السيادي وليس الممانع».
وفي رد على سؤال حول تصنيف «الاشتراكي» من قبل مجموعات المعارضة على أنه ضمن أحزاب السلطة، أضاف: «الناس الذين منحوا ممثلي مجموعات المعارضة الثقة، هم أنفسهم جددوا لنا هذه الثقة، وبالتالي إذا كان لديهم حرص على التغيير والمواجهة لإنقاذ البلد، فلا بد من التعاون معاً، ونحن نحتاج لمن يقف معنا في المعارك التي نواجهها في هذا الاتجاه».
كارولين عاكوم - الشرق الأوسط