هل من جديد حول زيارة البابا الى لبنان؟

رئيس الجمهوريّة ميشال عون أعلن 12 - 13 حزيران 2022 موعداً لزيارة البابا فرنسيس إلى لبنان. وزير السيّاحة وليد نصّر اعلن إرجاء الزيارة لأسباب صحيّة في 9 أيار الجاري. في الإعلان عن الزيارة، والإعلان عن إرجائها بعضٌ من التباس، إذ ثمّة صمتٌ فاتيكانيّ هائل. يُضاف إلى ذلك تصريحاتٌ تسعى إلى توريط الكرسيّ الرّسوليّ في مُحاولة تعويم فريق رئيس الجمهوريّة وحليفه "حزب الله"، وبالتّالي تغطية خياراته الإقليميّة. في كلّ هذا، ما صحّة ما حدث. وهل سيزور البابا فرنسيس لبنان؟

"مَن يُعلن رسميّاً عن أيّ زيارة للبابا هو الكرسيّ الرّسوليّ، وهذا لم يحدث حتّى السّاعة، ومَن يُرجِئ أيّ زيارة رسميّاً هو الكرسيّ الرّسوليّ أيضاً، وبالتّالي كل ما كُنّا بصدده في لبنان هو خطأ بروتوكولي اركتبته السّلطات اللّبنانيّة وراكمت عليه وعمّقت فيها تحليلاً سياسيّاً، فيما للكرسيّ الرّسوليّ ثوابت أخلاقيّة في التّعاطي مع القضيّة اللّبنانيّة، ويكفي الانجرار في البروباغندا السّياسويّة التي شهدناها". بهذه العبارات يستهلّ المدير التنفيذي لـ "ملتقى التأثير المدنيّ" زياد الصّائغ حديثه لـ "المركزية".

عن زيارة البابا فرنسيس لكندا في تمّوز، وربّما كوبا في أيلول يقول الصّائغ: "هذا قرار تتّخذه الدّوائر الفاتيكانيّة بناءً على معطيات وثيقة، وبالتّالي فالانسياق أيضاً إلى تحليلٍ هنا يبقى غير مسؤول ويفتفد إلى الدّقّة. لكن ما يجب أن نعترف به أنّ المنظومة السّياسيّة اللّبنانيّة تعاطت بشكلٍ غير محترَم وغير محترِف مع كلّ القواعد البروتوكوليّة الديبلوماسيّة التي تحكم علاقة لبنان مع الكرسيّ الرّسوليّ، لا بل أنّها سَعَت إلى إضفاء طابع سياسيّ أيديولوجيّ يُناقِض الاختبار التّاريخيّ للبنان الرّسالة على الزّيارة، وقد يكون طرح ذلك علامات استفهام على أكثر من صعيد. لكنّ الكلمة الفصل الرّسميّة تبقى للفاتيكان، ومن غير المحبّذ الغَوص في تحليلات في هذا السّياق، وعلينا احترام قداسة البابا والديبلوماسيّة الفاتيكانيّة وما تمثّل من ديونتولوجيا في السياسة الدّوليّة".

وفي ما خص ثوابت الفاتيكان تُجاه لبنان يقول الصّائغ: "دولة مدنيّة تسودها المواطنة الحاضنة للتنوّع، وحوكمة سليمة أساسها مؤسّسات نزيهة وقضاء مستقلّ ينشر العدالة، وانتماء إلى المدى الحيويّ العربيّ والامتداد الدّوليّ إذ لبنان عضو مؤسّس في جامعة الدول العربيّة والأمم المتّحدة، والتزام بالحريّات وحقوق الإنسان والدّيمقراطيّة والتداول السّلمي المنتظم للسّلطة وحصريّة السّلاح بيد القوى العسكريّة والأمنيّة الشّرعيّة، وحياد عن الصّراعات الإقليمية والدّوليّة بمعنى عودة لبنان بلد الحوار والعيش معاً وبناء الجسور، وبالمحصّلة لبنان رسالة الحريّة والأخوّة كما قال البابا القدّيس يوحنا بولس الثّاني". 


المركزية

يقرأون الآن