مع مطلع العام ٢٠٢٠، توقف العالم عن الدوران والسبب فيروس غريب تمكن من شلّ العواصم والمدن واقفال المطارات والمدارس والمطاعم والتحكم بالحياة على هذا الكوكب.
وفيما شارف فيروس كورونا على الانتهاء، ظهر وباء جديد، أقلّ فتكاً، لكنه يشكل مصدر قلق ويستدعي الاستنفار لمواجهته والحد منه. فهل يصل "جدري القردة" الى لبنان؟
مدير المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء والماء والمواد الكيميائية في الجامعة اللبنانية وعضو لجنة وزارة الصحة العامة الدكتور نزيه أبو شاهين أكد في حديث لموقع "وردنا" انه لم يتم إثبات وجود حالات من هذا الفيروس في لبنان، ولكن لا شيء يمنع ان يصل الى لبنان نظراً لكون انه يوجد جالية لبنانية كبيرة في افريقيا وجالية افريقية في لبنان والسفر الناشط قد يسبب بنقل الاصابة الى لبنان.
وكشف ان "تشخيص أي حالة مشتبه فيها، يحتاج إلى إجراء فحوص قد تستغرق أياماً قبل أن تصدر نتائجها. واليوم، في ظل عدم إمكانية تشخيص العدوى لعدم وجود مستلزمات الفحوص في لبنان، قد يستغرق الحصول على نتيجة الفحوص من 4 إلى 5 أيام كحدّ أقصى. حيث تعمل وزارة الصحة على إرسال الفحوص إلى مختبرات باستور في فرنسا. وذلك بانتظار وصول شحنة المستلزمات التي تستخدم للتشخيص، والمتوقع خلال أسبوعين، مؤكدا ان "وزارة الصحة تقوم برصد الحالات والاعراض المرضية المشابهة".
واضاف "بما ان انتشار هذا الفيروس أقلّ سرعة انتشار من غيره لا يوجد خطر بتفشي الوباء مثل الكورونا، ويكفي عزل المريض لمدة ثلاثة او اربعة اسابيع وغالباً يتم الشفاء".
ولكن ماذا عن اللقاحات؟ يجيب ابو شاهين: "هذا المرض ليس كوفيد-19 الجديد كلياً وله لقاحات خاصة مرخصة موجودة في سوق الدواء العالمي منذ العام 2019 ولقاح الجدري يوفر حماية تصل إلى 85% بحسب منظمة الصحة العالمية والمجتمع اللبناني يخضع منذ وقت ليس بقصير لسياسة إلزامية اللقاحات ومنها لقاح الجدري ما يجعل أي إصابة في حال حصلت خفيفة إلى متوسطة"، مؤكدا ان "الذين أخذوا لقاح الجدري في الصغر لديهم نوع من المناعة ضده، ولا يوجد علاج له حتى الان"، مضيفا "شركة موديرنا تقوم بالتجارب ما قبل السريرية على عقار ومن المبكر الحكم على فعاليته".
وعن أعراض "جدري القرود"، عدّد ابو شاهين بعضها ومنها: الحمى، والصداع، والانتفاخ، وآلام الظهر، وآلام العضلات، والخمول. وبمجرد ارتفاع درجة الحرارة يظهر طفح جلدي بداية من الوجه ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكنه يكون في أغلب الأحيان في راحة اليدين وباطن القدمين. وتختفي العدوى دون تدخل طبي بعد أن تستمر الأعراض ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع".
الوقاية ستكون مطلوبة طبعاً، كما الالتزام بالنظافة والتباعد الاجتماعي بالحد الأدنى كي لا نكون أما سيناريوهات مماثلة لتلك التي فرضها على العالم كورونا.
نادر حجاز - خاص وردنا