فمقارنة بالنساء غير المصابات بداء السكري، كان خطر الإصابة بسرطان الثدي الإيجابي للإستروجين أقل بنسبة 38٪ بين النساء المصابات بداء السكري من النوع الثاني اللواتي استخدمن عقار الميتفورمين لمدة 10 سنوات أو أكثر.
كما وجدت الدراسة أن عقار الميتفورمين لا يحمي من سرطان الثدي السلبي لمستقبلات هرمون الاستروجين، وقد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي أيضاً.
حيث قال المؤلف الرئيسي للدراسة (الدكتور ديل ساندلر) رئيس فرع علم الأوبئة في المعهد الوطني الأمريكي للصحة البيئية: " يجب على النساء المصابات بداء السكري من النوع الثاني وأطبائهن التفكير فيما إذا كان يجب أن يؤثر تشخيص وعلاج مرض السكري من النوع الثاني على مدى تكرار فحصهن لسرطان الثدي ".
ففي الحقيقة، يقلل عقار الميتفورمين من مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري عن طريق تقليل كمية الجلوكوز المنتجة في الكبد، ولكن المشكلة تكمن في أن الطريقة التي قد يحمي بها هذا الدواء النساء المصابات بداء السكري من الإصابة بسرطان الثدي ليست واضحة تماماً بعد.
عقار الميتفورمين
يقول الدكتور ساندلر: " يمكن لعقار الميتفورمين أن يحسن حساسية الأنسولين ويصحح مستويات الأنسولين المرتفعة في الدم عن طريق تقليل كمية الأنسولين وعامل النمو الشبيه بالأنسولين المنتشر في الجسم، مما قد يثبط إشارات الخلايا المرتبطة بالسرطان ".
كما و أضافت أن عقار الميتفورمين قد يبطئ نمو سرطان الثدي أيضا عن طريق تنشيط إنزيم يسمى بروتين كيناز أدينوزين أحادي الفوسفات المنشط (AMPK)، والذي يسد طريقا يشارك في انتشار الخلايا السرطانية، وأنه قد يثبط مستقبلات هرمون الاستروجين التي تلعب دوراً في نمو سرطان الثدي وتطوره لشكل أكثر خطورة وعدوانية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة الجديدة قد شملت أكثر من 44000 امرأة تمت متابعتهن لأكثر من ثماني سنوات، وقد تراوحت أعمارهم بين 35 و74 سنة، وعلى الرغم من أنه لم يتم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي على الإطلاق عند بدء الدراسة، إلا أنهن كن أخوات أو غير شقيقات لنساء مصابات بسرطان الثدي، وقد أكمل المشاركون الاستبيانات بشكل دوري كل ثلاث سنوات
كما ووجدت الدراسة أنه في حين أن النساء المصابات بداء السكري من النوع الثاني اللواتي تناولن عقار الميتفورمين تمت حمايتهن من سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات هرمون الاستروجين، إلا أنهن كن معرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي بنسبة 74٪ أيضاً، وقد قالوا أن مجموعة قليلة من المشاركين قد أصبن بهذا النوع من سرطان الثدي، لذلك من السابق لأوانه القفز إلى أي استنتاجات بهذا الأمر.
بالإضافة إلى ذلك، قال الدكتور ساندلر أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لفهم ما إذا كانت هناك علاقة سببية بين تناول عقار الميتفورمين وسرطان الثدي.
الجدير بالذكر أنه قد تم الترحيب بعقار الميتفورمين من قبل العديد من الباحثين و الخبراء باعتباره معجزة للعديد من الأمراض بخلاف مرض السكري، فقد ربطت بعض الأبحاث بينه وبين إطالة العمر وتقليل خطر فقدان البصر وتحسين الخصوبة لدى كل من الرجال والنساء.
