بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات أو الجهود الأميركية لحل النزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل، تتجه الأنظار إلى ما سيكون عليه رد فعل الطرفين في حال فشل هذه المساعي، لا سيما مع التصعيد الأخير من قبل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله وتهديد تل أبيب لبنان بحرب مدمّرة.
إذ في حين بدأ اللبنانيون ولا سيما منهم أهل الجنوب يستعدون لسيناريو الحرب، مستعيدين بذلك «حرب تموز 2006»، حتى إن بعضهم بدأ يبحث عن خيارات الهروب إلى المناطق الأكثر أمناً، تتراوح تقديرات الخبراء والمحللين بين اعتبار أنه لا مصلحة لأي من الطرفين في الحرب، كما أن أسبابها لم تعد موجودة بعد الطرح اللبناني الأخير، وبين من يعتبر أنه في حال حصولها فإن الخلاف الحدودي لن يكون إلا حجة تخفي خلفها الصراع الإسرائيلي الإيراني والإيراني الأميركي.
ومع ترقّب ما ستكون عليه الخطوة المقبلة بعد لقاءات الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين مع المسؤولين في بيروت والطرح اللبناني المقدم، يقول الخبير العسكري، العميد المتقاعد خليل الحلو، لـ«الشرق الأوسط»: «ليس من مصلحة حزب الله ولا إسرائيل الدخول في حرب، إذ إن نصر الله يدرك جيداً أنه في حال فتح النار فإن الرد الإسرائيلي سيكون مدمراً»، مضيفاً: «إذا كانت أسلحة الحزب أفضل وأكثر تطوّراً مما كانت عليه في عام 2006 فإن ترسانة إسرائيل أيضاً لا تقارن بما كانت عليه آنذاك، ومن ثم فإن تصعيد نصر الله هو فقط لشدّ عصب بيئته وجمهوره وللقول إن سلاحه موجود لمقاومة إسرائيل». كذلك فإن تل أبيب، بحسب الحلو، لا ترى في الخلاف على حقل كاريش تهديداً وجودياً استراتيجياً لتخوض من أجله حرباً.
ويربط الحلو في الوقت عينه بين الوضع في المنطقة والحرب بين لبنان وإسرائيل، موضحاً أن «الوضع في المنطقة متأزم على أكثر من جبهة، ولا سيما بين إسرائيل وإيران وبين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي إذا فتحت النار بين إسرائيل وحزب الله فذلك لن يكون بسبب الخلاف الحدودي الذي قد تتخذه طهران حجة، إنما بسبب هذه الصراعات بين الدول، وحزب الله سيكون منفذاً لأي قرار ستتخذه إيران في هذا الإطار».
ويرى خليل الحلو أن أي تهوّر من قبل «حزب الله» هذه المرة ستكون له انعكاسات سلبية داخل لبنان، «لا سيما أن لبنان ليس أكيداً من أحقيته بالحقل والأمم المتحدة لا تعترف به»، مضيفاً: «هناك الكثير من الخلافات الحدودية بين عدد من الدول، إنما لا تُشنّ حرب لهذا السبب».
في المقابل، يرى مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر أنه بعد المعلومات الأخيرة التي نقلت عن لقاءات الوسيط الأميركي مع المسؤولين اللبنانيين وعن قبولهم التفاوض انطلاقاً من الخط 23، بات من المستبعد أن تندلع حرب بين «حزب الله» وإسرائيل. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه مع إقرار السلطة ومن خلفها حزب الله «الذي رمى المهمة على الدولة» باعتماد الخط 23 منطلقا للتفاوض، مع اقتراح تعديله علماً بأنه مرسّم دولياً، لم يبقَ هناك أي حجة لرفضهم استخراج إسرائيل النفط من حقل كاريش، وبالتالي الحجة السياسية والمرتكزات القانونية للاعتراض على كاريش غير موجودة. من هنا فإن أي عملية عسكرية قد تحصل، بحسب نادر، تصبح اعتداء، موضحاً: «هذه العملية ستكون مبررة لو تمسك لبنان بحدود الخط 29 المشتركة، وهو ما لم يحصل».
بانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات أو الجهود الأميركية لحل النزاع الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل، تتجه الأنظار إلى ما سيكون عليه رد فعل الطرفين في حال فشل هذه المساعي، لا سيما مع التصعيد الأخير من قبل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله وتهديد تل أبيب لبنان بحرب مدمّرة.
إذ في حين بدأ اللبنانيون ولا سيما منهم أهل الجنوب يستعدون لسيناريو الحرب، مستعيدين بذلك «حرب تموز 2006»، حتى إن بعضهم بدأ يبحث عن خيارات الهروب إلى المناطق الأكثر أمناً، تتراوح تقديرات الخبراء والمحللين بين اعتبار أنه لا مصلحة لأي من الطرفين في الحرب، كما أن أسبابها لم تعد موجودة بعد الطرح اللبناني الأخير، وبين من يعتبر أنه في حال حصولها فإن الخلاف الحدودي لن يكون إلا حجة تخفي خلفها الصراع الإسرائيلي الإيراني والإيراني الأميركي.
ومع ترقّب ما ستكون عليه الخطوة المقبلة بعد لقاءات الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين مع المسؤولين في بيروت والطرح اللبناني المقدم، يقول الخبير العسكري، العميد المتقاعد خليل الحلو، لـ«الشرق الأوسط»: «ليس من مصلحة حزب الله ولا إسرائيل الدخول في حرب، إذ إن نصر الله يدرك جيداً أنه في حال فتح النار فإن الرد الإسرائيلي سيكون مدمراً»، مضيفاً: «إذا كانت أسلحة الحزب أفضل وأكثر تطوّراً مما كانت عليه في عام 2006 فإن ترسانة إسرائيل أيضاً لا تقارن بما كانت عليه آنذاك، ومن ثم فإن تصعيد نصر الله هو فقط لشدّ عصب بيئته وجمهوره وللقول إن سلاحه موجود لمقاومة إسرائيل». كذلك فإن تل أبيب، بحسب الحلو، لا ترى في الخلاف على حقل كاريش تهديداً وجودياً استراتيجياً لتخوض من أجله حرباً.
ويربط الحلو في الوقت عينه بين الوضع في المنطقة والحرب بين لبنان وإسرائيل، موضحاً أن «الوضع في المنطقة متأزم على أكثر من جبهة، ولا سيما بين إسرائيل وإيران وبين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي إذا فتحت النار بين إسرائيل وحزب الله فذلك لن يكون بسبب الخلاف الحدودي الذي قد تتخذه طهران حجة، إنما بسبب هذه الصراعات بين الدول، وحزب الله سيكون منفذاً لأي قرار ستتخذه إيران في هذا الإطار».
ويرى خليل الحلو أن أي تهوّر من قبل «حزب الله» هذه المرة ستكون له انعكاسات سلبية داخل لبنان، «لا سيما أن لبنان ليس أكيداً من أحقيته بالحقل والأمم المتحدة لا تعترف به»، مضيفاً: «هناك الكثير من الخلافات الحدودية بين عدد من الدول، إنما لا تُشنّ حرب لهذا السبب».
في المقابل، يرى مدير معهد الشرق الأوسط للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر أنه بعد المعلومات الأخيرة التي نقلت عن لقاءات الوسيط الأميركي مع المسؤولين اللبنانيين وعن قبولهم التفاوض انطلاقاً من الخط 23، بات من المستبعد أن تندلع حرب بين «حزب الله» وإسرائيل. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه مع إقرار السلطة ومن خلفها حزب الله «الذي رمى المهمة على الدولة» باعتماد الخط 23 منطلقا للتفاوض، مع اقتراح تعديله علماً بأنه مرسّم دولياً، لم يبقَ هناك أي حجة لرفضهم استخراج إسرائيل النفط من حقل كاريش، وبالتالي الحجة السياسية والمرتكزات القانونية للاعتراض على كاريش غير موجودة. من هنا فإن أي عملية عسكرية قد تحصل، بحسب نادر، تصبح اعتداء، موضحاً: «هذه العملية ستكون مبررة لو تمسك لبنان بحدود الخط 29 المشتركة، وهو ما لم يحصل».
كارولين عاكوم - الشرق الأوسط