شكلت الإنتخابات التشريعية الفرنسية في دورتها الأولى مؤشراً لاستعادة التيارات اليمينية واليسارية المتشددة دورها في الجمعية الوطنية الفرنسية، في محاولةٍ لتقييد الولاية الجديدة للرئيس إيمانويل ماكرون عبر إنتزاع الأغلبية البرلمانية من «الإئتلاف الرئاسي» اليميني الوسطي الداعم له، والذي خصّ لبنان بالعديد من المبادرات «الإنقاذية» منذ وصوله إلى الحكم.
ولن يغيب لبنان عن هذا الإستحقاق الديمقراطي، ليحضر بقوة مع إنخراط العديد من اللبنانيين-الفرنسيين في إختيار 566 مرشحاً للجمعية الوطنية الفرنسية، من بينهم ممثلون عن الدوائر الـ11 المخصصة لغير المقيمين، لتستقطب الدائرة العاشرة، التي تضم لبنان إلى جانب 48 بلداً من آسيا وأفريقيا والتي تضم ما يقارب 100 ألف ناخب من بينهم ما يقارب 18500 ناخب في لبنان، إهتمام العديد منهم، ما دفعهم إلى الإنخراط في العملية الديمقراطية ترشيحاً وإقتراعاً.
وأسفرت نتائج الجولة الأولى التي جرت الأسبوع المنصرم، عن تصدّر المرشحة أميليا لكرافي ونائبها الرديف اللبناني-الفرنسي جوزيف مكرزل عن «التحالف الرئاسي» النتائج بنيلهما 33 في المئة من الأصوات في مواجهة مرشحة «الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد» (تحالف أحزاب اليسار واليسار المتطرف) بقيادة جان لوك ميلنشون، شانتال موسى التي نالت ما يقارب 22.5 في المئة، إلى جانب العديد من المرشحين الآخرين، قبل أن تنحصر بذلك الجولة الثانية المرتقب إجراؤها الأحد المقبل في 19 حزيران بين لكرافي وموسى.
وفي ظل التحديات والإستحقاقات المرتقبة في المنطقة، يوضح المرشح الرديف إلى جانب أميليا لكرافي، المهندس والإعلامي والأستاذ الجامعي جوزيف مكرزل أهمية الدور الذي قام به إلى جانب لكرافي منذ إنتخابهما للمرة الأولى في 2017، مؤكداً أن إعادة ترشحه تندرج في خدمة الفرنسيين في الإغتراب ولبنان بشكل عام، وذلك عبر تواجدهم في صلب القرار الفرنسي وتمتين سبل التواصل مع السلطة التنفيذية، بما يصب في خدمة الشعبين اللبناني والفرنسي كما جميع الفرنسيين في الدائرة العاشرة.
مكرزل الذي يتابع عمله من لبنان ويعيش هموم ومشاكل اللبنانيين والفرنسيين على السواء، وضع في سلّم أولوياته تعزيز التواصل بين البلدين، عبر تعزيز الدبلوماسية البرلمانية إلى جانب النائبة أميليا لكرافي ومن خلال التواصل مع الفرنسيين المتواجدين في المناطق النائية وبلاد الإغتراب، مشدداً على أن تمتين التواصل مع الفريق الرئاسي الحاكم والسلطة التنفيذية يعود بالفائدة إلى مطالب الفرنسيين في الخارج ومعهم جميع اللبنانيين.
ورأى أن تصدرهما نتائج الجولة الأولى لا يعني حسم النتيجة لصالحهما، لتبقى المعركة الأساسية بالنسبة لهما، ما بين إعطاء الرئيس الفرنسي الثقة والسبل من أجل الحكم، أو تقييد قدرته على إتخاذ القرارات خلال ولايته الرئاسية الجديدة، مشدداً على أن تصويت لبنان إلى جانب المرشحين المدعومين من الرئيس الفرنسي يشكل تأكيداً لسياسته الهادفة إلى إنقاذ لبنان ودافعاً إضافياً للوقوف إلى جانبهم في شتى الإستحقاقات المقبلة.
وعن مطالب الفرنسيين في الدائرة العاشرة التي تتسم بطابعها الثقافي الغني، شدد على أهمية دور النواب في تمتين التواصل مع الفرنسيين غير المقيمين والذي ميّز عملهم منذ إنتخابهم في 2017، إلى جانب متابعة الملفات الأمنية والصحية والإجتماعية، ليشكل الملف الضريبي حيزاً كبيراً لدى الفرنسيين في الخارج ومطالبتهم بالتصدي لمشروع «اليسار» الهادف إلى فرض ضرائب على الفرنسيين ووارداتهم وممتلكاتهم في العالم. ولفت مكرزل إلى قيامه إلى جانب النائبة أميليا لكرافي في متابعة التحديات المصرفية التي أدت إلى إقفال العديد من الحسابات المصرفية في فرنسا، وصولاً إلى إعادة تفعيلها ووضع آليات تضمن لغير المقيمين متابعة الإجراءات الإدارية عبر الإنترنت. كما مساعدة الفرنسيين غير المقيمين على تخطي الصعوبات التي تواجههم خلال إتمام معاملاتهم الإدارية عن بعد لفقدانهم العنوان البريدي وذلك من خلال الجمعية التي يرأسها SOS-expat والتي تأخذ على عاتقها خلق عنوان بريدي للفرنسيين في الإغتراب.
ولا يغيب دعم المراكز الطبية وتأمين المساعدات الغذائية في المناطق النائية وتحديداً في أفريقيا عن برنامج عملهم، مع توجه إلى خلق مركزين في لبنان أحدهما في بيروت والآخر في طرابلس لتأمين الطبابة للفرنسيين بشكل صحيح. فضلاً عن مساعدة اللبنانيين الفرنسيين في ظل تدني مستوى دخلهم وتمكينهم من تسديد المستحقات المتوجبة عليهم، ليشكل دعم القطاع التربوي والطاقم التعليمي حيزاً كبيراً بالنسبة لهم أيضاً. وهذا ما تجلى بشكل مكثف بعد الإنفجار الذي ضرب مرفأ بيروت في 4 آب 2020. أما لمواجهة التحديات التي تواجهها الشركات والمصانع العاملة في لبنان، فأشار إلى أن العمل مع تجمع رجال الأعمال الفرنسيين في الخارج قائم بما يهدف إلى إستقطاب الإستثمارات الفرنسية وتعزيز الشركات والمصانع اللبنانية كما العاملين أيضاً.
وإذ شدد مكرزل على مكانة لبنان وأهميته بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرون الذي يضع في سلّم أولوياته «إبتكار» الحلول الإنقاذية له، دعا الناخبين إلى الإنخراط في صناعة القرار ودعم «التحالف الرئاسي» الوسطي في مواجهة التطرف ومرشحة اليسار المتطرف، والمشاركة بكثافة في التصويت للمرشحة أميليا لكرافي التي يشكل معها فريق عمل متكاملاً لمتابعة مطالب الفرنسيين في الخارج كما اللبنانيين والتي تصب بمجملها في خدمة البلدين على حدٍ سواء.
طوني كرم - نداء الوطن