تكنولوجيا

تأثير تناول الدهون والسكر في مرحلة الطفولة على صحة الأمعاء مدى الحياة

يتجه كثير من الناس في نهاية المطاف إلى تناول طعام صحي لفقدان الوزن غير المرغوب فيه عندما يصبحون بالغين. ولكن لسوء الحظ، وجدت دراسة جديدة أن الوقت يمكن أن يكون قد فات بالفعل فيما يتعلق بالحفاظ على صحة الأمعاء، حيث اكتشف الباحثون أن تناول كميات كبيرة من الدهون والسكر في مرحلة الطفولة يمكن أن يغير شكل ميكروبيوم الأمعاء بشكل دائم وكبير

تأثير تناول الدهون والسكر في مرحلة الطفولة على صحة الأمعاء مدى الحياة

تأثير تناول الدهون والسكر في مرحلة الطفولة على صحة الأمعاء مدى الحياة

كما يوضح البروفيسور ثيودور جارلاند، المؤلف الرئيسي للدراسة: " لقد درسنا الفئران، ولكن التأثير الذي لاحظناه يعادل التأثير الذي يصيب الأطفال الذين يتبعون نظاما غذائيا غربيا غير صحي، والذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر، حيث أن الميكروبيوم في أمعائهم كان يستمر في التأثر حتى ست سنوات بعد البلوغ ".


بالإضافة إلى ذلك، كشفت النتائج التي توصلوا إليها أن الفئران الناضجة التي تتبع نظاما غذائيا غنيا بالدهون كان لديها وجود بكتيريا أمعاء أقل تنوعا من الفئران الصغيرة. تجدر الإشارة إلى أن مصطلح ميكروبيوم يطلق على المجموع الكلي لجميع البكتيريا والفطريات والطفيليات والفيروسات التي تعيش داخل وعلى جسم الإنسان والحيوان، حيث تعيش معظم هذه الكائنات في الأمعاء ومعظمها مفيد للكائنات الحية كونها ذات قدرة عالية على تحفيز جهاز المناعة وتحطيم الطعام وتصنيع الفيتامينات. ففي الشخص السليم، يكون هناك توازن بين البكتيريا الجيدة والسيئة، وعندما تؤدي أشياء مثل المضادات الحيوية أو الأمراض أو النظام الغذائي غير الصحي إلى اضطراب هذا التوازن الهش، فإنها تترك الجسم عرضة للمرض، فحتى التمارين الرياضية لن تساعد في استعادة صحة الأمعاء من جديد بعدها. خلال الدراسة، تم تقسيم مجموعة من الفئران الصغيرة إلى أربع فئات، حيث واصلت نصف فئران التجارب اتباع نظام غذائي عادي، بينما تحول النصف الآخر إلى نظام غذائي "غربي" غير صحي. وقد كان لنصف هذه الفئران أيضا إمكانية الوصول إلى عجلة الجري، بينما لم يكن النصف الآخر يمارس الرياضة على الإطلاق. وبعد ثلاثة أسابيع من اتباع هذه الحميات، عادت جميع الفئران إلى روتين طبيعي لنظام غذائي صحي وعدم ممارسة الرياضة. وبعد مرور أربعة عشر أسبوعا من بدء التجربة، فحص الباحثون تنوع البكتيريا وكميتها في أمعاء الفئران. وقد كشفت نتائج الدراسة أن الفئران التي تتناول نظاما غذائيا غربيا احتوت على بكتيريا أقل بشكل ملحوظ في أمعائها، بما في ذلك كمية أقل من ميكروبيوم Muribaculum intestinale، حيث يقول مؤلفو الدراسة أن هذه البكتيريا المعينة تساعد على استقلاب الكربوهيدرات. كما وتظهر النتائج أيضا أن البكتيريا الموجودة في الأمعاء حساسة لممارسة الرياضة، حيث زادت مستوياتها لدى الفئران عند اتباعها نظاما غذائيا صحيا بجانب ممارسة الرياضة باستخدام عجلة الجري. ومع ذلك، انخفضت هذه المستويات في الفئران التي تتبع نظاما غذائيا عالي الدهون بغض النظر عما إذا كانت تمارس الرياضة أم لا. • هل النظام الغذائي السليم أهم من التمرين ؟ خلص باحثو جامعة كاليفورنيا إلى أن تأثير النظام الغذائي الغربي، الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر، له تأثيرات طويلة الأمد على مستقبل الطفل مقارنة بالتمارين الرياضية. حيث يأمل البروفيسور جارلاند وزملاؤه في تكرار التجربة وقياس متى تظهر هذه التغييرات الميكروبيوم لأول مرة على البشر، كما أنهم يريدون أيضا معرفة ما إذا كانت كميات السكر والدهون تستمر في تغيير صحة الأمعاء حتى مراحل لاحقة من الحياة.

المصدر:موقع Study Finds

يقرأون الآن