الأسوأ آتٍ... معيشيًّا وغذائيًّا!

بعد مرور شهر ونصف تقريباً، على إجراء انتخابات نيابية لم تُسفر عن أي تغيير، لا على مستوى العمل داخل مجلس النواب، ولا على صعيد الأفكار المحيطة بتشكيل الحكومة الجديدة، ولا في أي شيء آخر، لن نسأل عن مصيرنا المعلوم.

فنحن نُدرِك جيّداً أن أزماتنا "تنمو"، وهي تتوسّع من نطاق الكهرباء، والدواء، والمحروقات،... لتطال الخبز، والطحين، والمياه، واحتمالات الجوع الحادّ، والعَطَش الشّديد، في بلد سقطت فيه كل الخطوط الحمراء، السياسية و"المدنيّة". ورغم كل ما سبق، نقول إنه من حقّنا أن نعرف متى؟ فنحن "ننضج" بالأزمات، وهو ما يجعلنا ننتقل من السؤال عن "هل"؟ و"هل"؟ و"هل"؟ الى "متى"؟

لفت مصدر مُطَّلِع الى أن "لا تغيير ملموساً حصل في البلد بعد الانتخابات النيابية، والسبب في ذلك يتخطى القوى السياسية التقليدية. فأولئك الذين يعرّفون عن أنفسهم بـ"تغييريّين"، لم نلاحظ حتى الساعة ما هو أبْعَد من المزايدات والشعبوية والفولكلور في مقاربتهم لكلّ المواضيع، السياسية والتشريعية، وحتى المعيشيّة منها. وهم لم يقوموا بالنّقلة النوعية التي وعدوا الناس بها. فيما لا تزال القوى التقليدية موجودة، وهي تتعاطى مع الملفات بالطريقة السابقة نفسها".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم"، الى أن "على صعيد تشكيل الحكومة، لا بدّ من الأخذ في الاعتبار، ورغم كلّ شيء، أن بعض القوى التي كانت ممثّلة في الحكومة الأخيرة، خسرت كلّ تمثيل نيابي لها في برلمان 2022. فيما دخلت مجموعة "القوى التغييرية" تلك مكانها. ولكن كيف يُمكن أن يُترجم توزيع تلك الخريطة السياسية، والقوى السياسية، في التمثيل الحكومي الجديد؟ هل هناك نيّة بتشكيل حكومة جديدة، أو بإجراء تعديل وزاري فقط؟ هذا ما سيظهر خلال المرحلة المقبلة".

وأكد المصدر "خطورة ما نحن فيه، وما سنكون فيه معيشياً وغذائياً، خلال الأشهر المقبلة. فالقرار الداخلي اتُّخِذ بتخفيض حصص لبنان من القمح من 50 ألف طن الى 36 ألف طن، وبأمر حكومي. وفي ظلّ فقدان الإهراءات بعد انفجار مرفأ بيروت، لم نَعُد قادرين على امتلاك مخزون كبير من القمح، مستقبلاً. وهو ما يعني أن احتمالات الأزمات الغذائية، وربما الجوع، تتزايد في لبنان".

وختم: "البلد يسير من دون سياسة للأمن الغذائي والاجتماعي ومن دون سياسة مالية ومصرفية، ومن خارج أي رؤية أو استراتيجية واضحة. وما عدنا نفهم ماذا يحصل، ولا أين، إذ أن بعض الإدارات تعمل بـ3 أشخاص، فيما أخرى مُقفَلَة بالكامل بسبب الإضرابات المُتلاحِقَة. وبالتالي، نحن في بلد خالٍ من أي إدارة واضحة. والأسوأ آتٍ، بالقمح، والطحين، والخبز، وفي كل شيء".

أنطوان الفتى - أخبار اليوم

يقرأون الآن