ليس جديدا ان يلعب اهل السلطة على حافة الهاوية دون الاقدام على اي خطوة تؤدي الى انتاج الحلول، في حين ان مواجهة ما هو قادم تحتاج الى قرارات وخطوات استثنائية.
ويرى مرجع مطلع ان ما نمر به منذ سنوات هو نتيجة الخلل في ميزان القوى الذي ادى الى الشلل التام، معتبرا ان هذا الشلل ليس مستجدا، لا بل يمكن القول انه ظهر بشكل واضح من ايار 2014 ولغاية تشرين الاول 2016 حيث اثبت هذا الفراغ الرئاسي ان الدولة فاشلة لا تستطيع ان تنجز الاستحقاقات الانتخابية وفقا لما نص عليه الدستور، وهذا يعبر ايضا عن وجود قوة تمسك بالزمام وتمنع انجاز اي استحقاق الا بموافقتها واجازة منها!
ويذكر المرجع عبر وكالة "أخبار اليوم" ان الحكومات تبقى اشهرا قبل ان تتألف للسبب عينه، فعلى سبيل المثال حكومة الرئيس تمام سلام في العام 2014 ولدت بعد 11 شهرا على التكليف، وتحديدا حين حصل توافق بين ايران واميركا وقتذاك. ويقول: اذًا اللعبة هي من خارج آلية الدستور والحكم والسلطة بل هي مستندة الى القوى الخارجية الكاسحة المسيطرة على البلد.
ويتابع: بعد انتظار التأليف يأتي دور "الثلاثية المقدسة" وكيفية ادراجها في البيان الوزاري، هذا الامر مرهون بارادة الجهة المسيطرة. ويشير الى انه ايام "الوصاية" كان "السوري" يستعمل "اسلوب الامر"، لكن اليوم لا يمكن لقوى الامر الواقع ان تلجأ الى الاداء نفسه لذا تعتمد "اسلوب التعطيل"، وبالتالي ما هو ظاهر لغاية الآن انه لا توجد نية للتغيير.
وفي المقابل، يتحدث المرجع عن التركيبة الجديدة للمجلس النيابي الذي يضم كتلا كبيرة جاهزة للمواجهة، ولا يضم بالتالي قوى جاهزة لتدوير الزوايا وصوغ التسويات. وبناء عليه انجاز الاستحقاق الرئاسي في العام 2016 تم وفقا لتسوية بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل والقوات بموافقة ومباركة من حزب الله، اما اليوم فتيار المستقبل خارج البرلمان ولن يشارك في اي تسوية، والخلاف كبير بين التيار والقوات، وهذا ما يدفع الى الاستنتاج ان المجلس لم يعد طيعا كما كان في السابق، ولا يمكن الرهان على تسوية حاليا، لكن ايضا لا يمكن الرهان على اي انجاز لان المجلس كناية عن اقليات متناحرة.
لذا يتوقع المرجع الاتجاه نحو مزيد من الفراغ الحكومي والرئاسي، لكن حكومة وان كانت مستقيلة ستتولى ادارة المرحلة، ولان الدستور لا يعترف بالفراغ، قائلا: الوضع في لبنان سيبقى ضمن حالة الانتظار الى حين تبلور المشهد الاقليمي. وخير دليل ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي لم يتطرق فيه الى الشأن الداخلي الا انه "زلزل" المناخ الداخلي، كونه خطاب مهد للحرب ويعكس التأزم الشديد بين اميركا وايران وهذا ما له تداعيات اسرائيلية وعربية ما يبقي الوضع في لبنان معلقا الى ما شاء الله.
عمر الراسي - أخبار اليوم