ومع ذلك، فإن هذا الاتجاه المزعج لا يتعلق فقط بهذه الثدييات البحرية، حيث يقول باحثون من مركز الثدييات البحرية أنه إذا ما استمرت الملوثات في ملء النظام البيئي في كاليفورنيا، فإنها مسألة وقت فقط قبل أن ترتفع معدلات الإصابة بالسرطان الفيروسي بين البشر أيضاً، والجدير بالذكر أن الباحثين قد توصلوا إلى استنتاجاتهم هذه الاستنتاج نتيجة لأكثر من 20 عام من الأبحاث والفحوصات لما يقرب من 400 أسد بحر مصاب بالسرطان،
حيث تم اكتشاف السرطان القاتل في أسود البحر لأول مرة عام 1979، ومنذ ذلك الحين، توفي 18 -23 % من جميع أسود البحر البالغة التي اعتنى بها مركز الثدييات البحرية، وقد كان هذا هو أعلى معدل وفيات منفرد لأي نوع من أنواع الثدييات بسبب السرطان، بما في ذلك البشر، كما يقول (الدكتور بادريج دوينان) كبير أخصائي علم الأمراض في مركز الثدييات البحرية والمؤلف المشارك للدراسة: " تمثل استنتاجات هذه الدراسة علامة فارقة في تجميع اللغز المعقد لتطور السرطان في أسود البحر في كاليفورنيا، حيث تظهر عقود من البحث في هذا المرض الفتاك بوضوح أن بيئة المحيط التي نتشاركها جميعا في ورطة كبيرا، وأننا بحاجة إلى إيجاد حلول لحماية صحتنا الجماعية " تجدر الإشارة إلى أن الباحثين لا يشعرون بأي ارتياح بالإبلاغ عن أن أسود البحر المحلية تظهر بعضا من أعلى المستويات المسجلة على الإطلاق لبعض الملوثات العضوية الثابتة داخل شحومها (دهون الجسم) حيث يشرح الدكتور دوينان: " على الرغم من أن بعض الملوثات التي نجدها في دهون أسود البحر لم تعد صالحة للاستخدام لسنوات، فإن هذه العناصر المسببة للسرطان تظل في البيئة لفترة طويلة للغاية وتعيث فسادا في الثدييات الساحلية مثل أسود البحر. كما أن ما يثير قلقي حقا هو معرفة أننا نستهلك أطعمة بحرية مشابهة جدا لضحايا هذا السرطان، وأن المحيط يدق ناقوس الخطر بصوت عال وواضح عبر أجساد أسود البحر المريضة، إننا بحاجة إلى مواصلة هذا البحث النقدي والتعاون مع أطباء السرطان البشريين للعثور على أنماط للمساعدة في اكتشاف الصلة بين أسود البحر وأنفسنا ". الجدير بالذكر أن مشروع بحثي سابق قد اكتشف أيضا أن أسود البحر المصابة بالسرطان تحمل نوعا من فيروس الهربس، على غرار النوع الذي يسبب شكلا من أشكال السرطان الفيروسي (ساركوما كابوسي) لدى البشر. وهذه المرة، استخدم الباحثون تحليلات إحصائية معقدة لإجراء تحقيق أكثر شمولا في الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه السرطانات الشديدة في الحيوانات البحرية. في النهاية، اكتشف الباحثين أن أسود البحر المصابة بالسرطان قد أصيبت ببعض الأضرار في حمضها النووي بسبب عدد من العوامل الرئيسية مثل الملوثات البيئية والالتهابات الفيروسية المعززة للورم مثل Otarine herpesvirus-1، ومن المثير للدهشة أن الجينات الفردية لا يبدو أنها كانت تحدث تأثيرا كبيرا في كلتا الحالتين.
المصدر: موقع Study Finds