يخشى اللبنانيون أن يكون الآتي في مستقبلهم، أعظم من جحيم جهنم التي توقّع رئيس الجمهورية ميشال عون الوصول إليها، أو "العصفورية"، التي غنّى لها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس الأول.
والسؤال الذي يطرح نفسه "هل هناك ما هو أسوأ من الجحيم أو الجنون؟" يجيب مصدر متابع لـ"الأنباء"، بأنّ الأسوأ من السيء، استمراره.
وأمام معادلة السيء والأسوأ، والجحيم والجنون، تستمر الأزمة الحكومية في أرجوحة الانتظار، فلا الرئيس المكلف يتراجع عن التشكيلة التي رفعها الى رئيس الجمهورية، ولا رئيس الجمهورية يتقبل هذه التشكيلة، بينما لبنان الدولة متروك لمصيره، رهين المصالح الخارجية، لا بطاقات هوية ولا أوراق رسمية.. جوازات السفر محجوزة بانتظار التمويل، وقضاء يشكو قدره، وإدارة مضربة عن العمل، ولم يبقَ من الدولة الا اسمها، وتعلق شعبها بها، وحدب الأشقاء عليها.
وربما وللمرة الأولى في تاريخ لبنان، لن تكون هناك رواتب لموظفي القطاع العام، الذي يفوق عددهم 300 ألف، عن شهر تموز، بسبب انعدام الجباية المالية، وتبعا لتوقف إدارة الصرفيات في وزارة المالية عن إعداد الجداول.
ويبدو أن ثمة من طرح على ميقاتي فكرة الاعتذار، على غرار ما فعل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وكان الجواب بعدم الاستعداد بتقديم هدايا مجانية لا للنائب جبران باسيل ولا لغيره.
جريدة الأنباء الكويتية