أشبهُ بـ"البريك" ما يعيشُه لبنان خلال أشهر الصّيف. وهذا لا يعني أنّ الأزمات توقّفت وحياة اللبنانيّين أصبحت بألف خير، بل جاء هذا الموسم خصوصاً مع قدوم المُغتربين حاملين جرعات من الحبّ والأمل والدولارات لوطنهم وعائلاتهم، جاء ليُبعد الأنظار ولو لفترة وجيزة عمّا ينتظرنا من استحقاقات داهمة بعد "سَكرَة" الصّيف ومليارات السيّاح... فماذا سيحصل مع بداية الخريف؟
ردّاً على هذا السّؤال، إعتبر المحلّل السياسي جوني منيّر أنّ "لبنان في وضعٍ حرجٍ، فبالرغم ممّا ضخّه وسيضخّه المُغتربون خلال الصيف من كتلة نقديّة كبيرة بالدّولار، إلا أنّ هذا الأمر لم يُخفّض حتى الآن سعر صرف الدولار في السّوق السوداء كما يظهر، بل شهدنا بعضاً من الارتفاع، ما يعني أنّ الامور على الصعيد المالي والاقتصادي متّجهة الى مزيد من التفاقم مع انقضاء الصّيف، وكلّ المؤشرات تدلّ على أن سعر صرف الدولار الى مزيد من التفلّت والارتفاع".
ومن الناحية السياسيّة، أشار منيّر الى أنّ "الخارج يضغط لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، والمهلة تبدأ في أيلول، ولكنّ "حزب الله" سيقاطع جلسة الانتخاب إذا لم يضمن وصول رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية الى سدّة الرئاسة وهو ما ليس أكيداً خصوصاً في ظلّ التجاذبات والانقسامات السياسيّة ومواقف رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل، ما يؤشر بشكلٍ لا لُبس فيه الى أنّ الانتخابات لن تحصل في موعدها والوضع الى مزيدٍ من التأزّم".
ماذا ينتظر البلد في ظلّ الفراغ الرئاسي، سألنا منيّر، فأجاب مؤكداً أن "لا ضوابطَ حينها، ومُقبلون على فوضى اجتماعية قد يخلق منها دمّ من جراء تحركات واحتجاجات وصدامات شعبيّة، وصولاً الى الفوضى الشّاملة والتدهور التّام في مختلف القطاعات الحيويّة خصوصاً الكهرباء، حينها قد يشتدّ الضغط الخارجي باتجاه تسوية رئاسيّة، ولكن الأكيد هو أنّ السيناريو القريب المقبل كارثي".
موقع mtv