فأثناء المهمة، تم تصنيف البذور وفرزها، وقد تركت وكالة ناسا بعضاً من تلك البذور على الأرض لإجراء مقارنة بينها، وبينما بدأت المهمة بحوالي 500 بذرة لأنواع مختلفة من الأشجار، انفجرت الحاوية، تاركة العديد منها غير صالح للزراعة، حيث دارت البذور حول القمر 34 مرة قبل أن تعود إلى الأرض، وقد زرعت في نهاية المطاف في أماكن مختلفة حول العالم، منذ ذلك الحين،
كانت تشير وكالة ناسا إلى تلك النباتات التي نبتت من زراعة تلك البذور باسم "أشجار القمر"، والتي يوجد منها 83 شجرة في المجموع، حيث تم زراعة معظمها في الولايات المتحدة الأمريكية، واثنتين في أمريكا الجنوبية وواحدة في أوروبا، والجدير بالذكر أن مجموعة البذور تلك شملت أشجار الأخشاب الحمراء وتنوب دوغلاس والجميز والعلكة الحلوة وأشجار الصنوبر، ومع ذلك مات حوالي ثلث أشجار القمر منذ زراعتها في سبعينيات القرن الماضي بالإضافة إلى ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه قد تم زراعة العديد من البذور في الأصل كجزء من الذكرى المئوية الثانية لإنجاز الأمة الأمريكية في عام 1976 كما أن الشجرة الموجودة في الصورة أدناه هي إحدى أشجار القمر تلك، وهي عبارة عن شجرة جميز زرعت عام 1975 في جامعة ولاية مسيسيبي بالولايات المتحدة الأمريكية، فبعد عودة البذور من الفضاء، تم تسليمها إلى دائرة الغابات الأمريكية لمراقبة حتى تنبت، في حين أن بعضها لم يزرع إلا بعد سنوات من المهمة. وعلى مر السنين منذ أن زرعت البذور، نسي الكثيرون وجودها ففي عام 1996، قام رائد الفضاء السابق ديفيد ويليامز بمهمة شخصية للعثور على جميع أشجار القمر تلك وتصنيفها، حيث بدأ بقائمة مكونة من 22 شجرة قمرية، ثم تعقب 80 شجرة أخرى، لكن 21 شجرة منها قد ماتت خلال البحث. وقد قال ويليامز أن الأشجار التي ماتت على الأرجح ماتت لأسباب لا علاقة لها بقضاء وقتها في الفضاء.
المصدر: موقع سلاش جير