البرد ففي الحقيقة، يشبه فيروس كورونا التاجي المستجد إلى حد بعيد فيروس نزلات البرد العادية والإنفلونزا، لكنه يمتلك عشرة أضعاف قدرة الارتباط بمستقبلات الخلايا البشرية، مما يجعله أكثر خطورة وأشد عدوى وقد أشارت الدكتورة جيني لافين، المؤلفة الرئيسية للدراسة، إلى أن استخدام عبارة "مناعة القطيع" لشرح ما حدث مع فيروسات كورونا الشائعة الأخرى تعتبر جزئية ومضللة إلى حد ما حيث أن فيروسات كورونا الأربعة غالبا ما تصيب معظم الناس خلال طفولتهم
مما يجعل الأطفال بشكل عام يطورون مناعة طبيعية تحميهم من الأمراض الشديدة في وقت لاحق من الحياة، لكن هذا لا يعني أنها يمكن أن توقف تكرار الإصابة مرة أخرى، وتضيف الدكتورة لافين: " يمكن أن يصاب الشخص بالعدوى مرة أخرى في غضون عام واحد، ولكن حتى في حالة حدوثها، تكون الأعراض خفيفة وي تم إزالة الفيروس من الجسم بسرعة أكبر ". تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة تسلط الضوء على الحاجة إلى تفكيك مكونات المناعة المضادة لفيروس كورونا وأهمية تطويرها مستقبلاً، فما هي مدة استمرار تكوين المناعة وما هي مدة استمرارها في منع انتقال العدوى؟ تقول الدكتورة لافين: " يمكن أن تكون هذه الفترات مختلفة للغاية، فبشكل عام نتساءل عن أوجه الشبه والمقارنة بين فيروس كورونا التاجي المستجد والفيروسات الأخرى مثل الإنفلونزا الموسمية أو نزلات أو الفيروس المخلوي التنفسي، ويفترض هذا النموذج أن المناعة التي يكتسبها الشخص ضد فيروس كورونا يجب أن تعمل بشكل مشابه للمناعة التي يكتسبها ضد فيروسات كورونا البشرية الأخرى، كما أننا لا نعرف حقا كيف سيكون الحال إذا ما أصيب شخص ما بأحد فيروسات كورونا الأخرى لأول مرة كشخص بالغ، وليس كطفل " كما وقال البروفيسور أوتار بيورنستاد، المؤلف المشارك في الدراسة: " نحن في منطقة مجهولة، لكن الرسالة الرئيسية التي تطرحها هذه الدراسة هي أن المؤشرات المناعية تشير إلى أن معدلات الوفيات والحاجة الماسة لإجراء تطعيم على نطاق واسع قد تتضاءل في المدى القريب، لذلك يجب بذل أقصى جهد في التغلب على هذه الجائحة الفيروسية بينما هي في طريقها الى حالة التوطين الدائم "
المصدر: مجلة Spring