دولي

منظومة ثاد قد تغير وجه الحرب... ماذا طلبت أميركا بالمقابل؟

منظومة ثاد قد تغير وجه الحرب... ماذا طلبت أميركا بالمقابل؟

تواصل الولايات المتحدة الأميركية منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل أكثر من سنة تنفيذ ما تعهّدت به من دعم كامل لإسرائيل.

وفي إطار تنفيذ وعودها، أرسلت واشنطن "بطارية ثاد"، وهي واحدة من أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة، إلى إسرائيل لحمايتها من الصواريخ الإيرانية.

يأتي هذا بينما تعمل إسرائيل على تعزيز دفاعاتها قبل الغارات الجوية المتوقعة ضد إيران رداً على هجوم صاروخي في وقت سابق من هذا الشهر.

كما من المتوقع أن تشن إيران هجوماً آخر بعد الهجمات الإسرائيلية.

فما ما هو إذاً "نظام ثاد"؟

يعرف نظام "ثاد" بأنه اختصار لعبارة Terminal High Altitude Area Defense (نظام الدفاع الصاروخي في المناطق المرتفعة الطرفية).

وقد صُمم هذا النظام، الذي تصنعه شركة "لوكهيد مارتن"، لإسقاط الصواريخ الباليستية داخل الغلاف الجوي أو خارجه أثناء اندفاعها نحو الهدف.

ولا تحتوي هذه الصواريخ على رؤوس حربية، فهي أسلحة حركية، أي أنها تدمر أهدافها عن طريق الاصطدام بها بسرعات عالية.

كما يتم إطلاقها من منصات إطلاق مثبتة على شاحنات، وفقاً لصحيفة "التايمز".

وتمتلك الولايات المتحدة 7 بطاريات ثاد نشرتها في جميع أنحاء العالم.

في حين كان أول استخدام عملي لها في عام 2022.

لماذا ترسله الولايات المتحدة إلى إسرائيل الآن؟

لقد شملت الهجمة التي شنتها إيران في الأول من أكتوبر/تشرين الأول نحو 200 صاروخ باليستي، أسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية العديد منها، ولكن إيران نجحت في قصف قاعدة جوية تستضيف سرب إسرائيل من مقاتلات إف-35.

كما سقط صاروخ على بعد أقل من كيلومتر واحد من مقر الموساد، وكالة الاستخبارات الأجنبية.

وأظهر الهجوم حدود دفاعات إسرائيل، خصوصا وأنها سعت إلى نشر المزيد من الصواريخ الاعتراضية متوسطة وطويلة المدى لسد الثغرات.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت شاركت في إسقاط بعض الصواريخ، إلا أن إسرائيل طلبت منها أن تفعل المزيد قبل جولة أخرى محتملة.

هل سيحدث نشر نظام ثاد فرقا.. وما هو الطلب الأميركي؟

من المفترض أن تساعد البطارية في سد الفجوة، خصوصا وأن كل نظام يتكون من 6 قاذفات يمكنها إطلاق 8 صواريخ اعتراضية.

وتقول شركة لوكهيد مارتن إن النظام يتمتع بمعدل اعتراض 100% في الاختبارات.

وإذا كان هذا صحيحًا وكان المعدل ينطبق على ظروف ساحة المعركة، فيمكن للبطارية اعتراض نسبة كبيرة من وابل الصواريخ القادمة.

كما يحمل هذا النشر أيضا معنى سياسيا، إذ يرسل إشارة إلى إسرائيل بأن واشنطن تدعمها ضد إيران ومستعدة لتخصيص قدراتها الأكثر تقدما لتحقيق هذه الغاية.

ولكن هذا الالتزام يأتي مصحوباً بطلب مفاده أن واشنطن تريد فعلاً من إسرائيل كبح جماح ردها على إيران بأن تتجنب ضرب المنشآت النووية أو النفطية، وهو ما لم توافق عليه إسرائيل حتى الآن.

ورغم أنها لا تستطيع التحكم في ما تفعله إسرائيل، إلا أنها تأمل بأن يؤدي نشر بطارية ثاد مع الاستعدادات والمساعدات الأخرى، إلى جعل قادة إسرائيل أكثر تقبلاً لمطالبها.

يشار إلى أن العالم يعيش حالة ترقب من احتمال بدء رد إسرائيلي على الضربات الصاروخية التي شنتها إيران بداية أكتوبر الحالي.

ويأتي هذا الترقب وسط تصريحات إسرائيلية تؤكد حتميته، وأخرى من طرف إيران تبدي استعدادها "للرد على الرد"، ما ينذر باحتمال اندلاع حرب شاملة خصوصا مع التصعيد في لبنان وغزة على السواء.

يقرأون الآن