لم تكد تمر ساعات على تبادل السلطة بين وزير التعليم المغربي عبد اللطيف ميراوي، وخلفه الجديد على رأس الوزارة عزالدين ميداوي أمس الخميس، حتى تعالت الأصوات مطالبة بإقالة الأخير.
وفي التفاصيل، شهد حفل تبادل وتسليم السلطة بين وزير التعليم الذي انتهت مهامه عبد اللطيف ميراوي، والمعروف بمسؤوليته عن ملف أزمة طلبة الطب الذين يقاطعون الدراسة والامتحانات منذ أشهر، وبين خلفه الجديد عزالدين ميداوي الرجل الذي راكم باعا طويلا في ميدان التعليم العالي والبحث العلمي موقفا محرجا.
إذ رفض الوزير الجديد تبادل التحية مع نظيره السابق، حيث أظهرت مقاطع مصورة انتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل خلال الساعات الماضية، لحظة صد الميداوي، للميراوي رافضا مبادلته التحية والعناق بشكل واضح، واضعا الوزير السابق في موقف محرج في آخر يوم له على رأس الوزارة.
فيما أفادت مصادر مختلفة أن السبب وراء هذا السلوك الذي اعتبره البعض بعيدا عن البروتوكول، وغير لائق يعود لكون الميداوي، سبق له أن شغل منصب رئيس جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، قبل أن يقوم الوزير السابق، في بداية ولايته، بعزله من منصبه لـ "حسابات شخصية ضيقة".
علماً أن الوزير الجديد مشهود له خلال فترة رئاسته لجامعة ابن طفيل بالكفاءة والحنكة في التسيير والتدبير التربوي.
لكن يبدو أن الأيام دارت رحاها، لتأتي بما لم يشته الوزير السابق، وتضعه في موقف لن ينساه، بعد أن سلم بنفسه مفاتيح وزارته للشخص الذي أقاله سابقا من منصبه.
في حين تفاعل العديد من المغربيين مع هذا المقطع المحرج، حيث انقسموا بين من أيد سلوك الوزير الجديد، معتبرا أنه أخذ حقه ممن كان سببا في عزله، وبين من رأى في سلوكه رعونة لا تلائم وزيرا يشغل منصبا ومسؤولية بحجم وزارة التعليم.
بل أكثر من ذلك، ذهب بعضهم إلى حد المطالبة بإقالته بعد هذا التصرف الذي وصفوه بالمتخلف الذي يعكس الكثير من التكبر، معتبرين أنه يسيء للبروتكول المتعارف عليه في مثل هذه المناسبات.
يشار إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس، كان استقبل يوم الأربعاء الماضي في العاصمة الرباط، أعضاء الحكومة بعد إعادة هيكلتها، والتي عرفت دخول أسماء جديدة، وتغيير عدد من الوزراء الذين غادروا حكومة عزيز أخنوش.