ألقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب كلمة لبنان أمام الإجتماع الوزاري للإتحاد من أجل المتوسط المنعقد في برشلونة.
وطالب بو حبيب "بالدعم لإعادة النازحين على طرفي الحدود وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمليون وأربعمئة الف نازح لبناني وإعادة إعمار المناطق اللبنانية المنكوبة ومساعدة النازحين السوريين في الداخل السوري".
وأضاف: "إذا لم تتوقف الحرب فوراً فإن النزوح يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع وحدوث صدامات مجتمعية وهجرة كبيرة".
وقال في كلمته:" لقد شكل المتوسط عبر العصور بحرا" للترابط والتواصل بين شعوبنا وحضاراتنا، حيث أنعكس التعاون علينا جميعا" إزدهارا" وسلاما". لقد مررنا أيضا" بفترات مضطربة وتحديات صعبة. لكن يبقى القاسم المشترك بين كل هذه الحقبات في العلاقات المتوسطية، التداخل المصيري فيما بيننا. فعندما يعطس أحدنا يلتقط الطرف الآخر الزكام. مما يعني أننا مترابطون عضويا" ومصيرنا متداخل، وبالتالي مستقبلنا مشترك الى حد بعيد".
أضاف: "يعاني وطني لبنان اليوم من ويلات حرب طاحنة تهدد مصيره، ومستقبل أبنائه. فلقد تحولت معظم المناطق اللبنانية التي لم تتعرض للقصف والدمار لتاريخه الى ملجأ ومأوى لمليون وأربعمئة الف نازح لبناني، أي واحد من أصل أربعة من اللبنانيين المقيمين أصبحوا بلا مأوى، ولا مسكن، ويفترش بعضهم الأرض على جوانب الطرقات والأرصفة، ويعتاش جزء كبير منهم من ما توفر من مساعدات لا تسد سوى القليل من إحتياجتهم، بعد أن فقدوا بيوتهم، وأرزاقهم. إن أكثر ما يقلقنا اليوم في لبنان، هو الفتنة الداخلية نتيجة توسع الإحتكاكات بين النازحين اللبنانيين، وسكان المناطق التي نزحوا اليها. فلبنان يعاني من أزمة إقتصادية حادة منذ العام 2019، ولم يتعافى منها لتاريخه. إذا لم تتوقف الحرب فورًا، فإن النزوح والاكتظاظ في المناطق الجغرافية الضيقة التي تعاني أصلا" من ضيق اقتصادي يمكن أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع، ويهدد بحدوث صدامات مجتمعية، مما قد يسفر عن هجرة كبيرة".
وتابع: "لن أتحدث أكثر عن ما نواجهه من تحديات ومآسي، بل أريد أن أشارككم ما نتطلع إليه من حلول وإقتراحات لتحسين الظروف للحفاظ على ما تبقى من بلدنا، وحماية مصالحنا جميعا" المترابطة عضويا". ففي حين تولد إسرائيل بسياستها وعدوانها أحقاد طويلة الأمد، تزرع البزور لحروب مستقبلية، فنحن اليوم نريد، وقبل كل شيئ، أن نعيش بسلام وأمان مثلكم. ولتحقيق ذلك، نطلب دعمكم ومساعدتكم لتحقيق ما يلي:
1. وقف" فوري لإطلاق النار، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بكل مندرجاته بصورة متوازنة من الطرفين.
2. إنسحاب إسرائيل من كافة الأراضي التي إحتلتها خلال عدوانها المستمر، وعودتها الى جانبها من الحدود المعترف بها دوليا".
3. تعزيز قدراتنا الدفاعية، لنشر الجيش اللبناني معززًا بالعتاد والعناصر على طول الحدود الجنوبية الدولية وجنوب نهر الليطاني، مع التأكيد على أن السلطة الوحيدة المشرعة هي سلطة الدولة اللبنانية، وفقًا لما جاء في القرار 1701. فالإستقرار والهدوء يحتاج لقوات مسلحة لبنانية قادرة على تحويل ضعف لبنان الى قوة. لقد سبق أن إختبرنا بعد الإستقلال سياسة عدم بناء قدراتنا الدفاعية على أساس أن قوة لبنان في ضعفه، الى حين أن أرخت القضية الفلسطينية بثقلها علينا في منتصف ستينات القرن الماضي. كما لم نستطع بعد ذلك بناء قوة مسلحة قادرة على حماية لبنان. فنحن نتوق الى بناء قوات مسلحة قوية تستطيع حماية بلدنا من الأطماع الخارجية.
4. إعادة النازحين على طرفي الحدود الى قراهم وبلداتهم.
5. تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمليون وأربعمئة الف نازح لبناني.
6. تحويل المساعدة الدولية للنازحين السوريين الذين عادوا الى وطنهم أقل كلفة وأكثر فعالية، نظرا" للوضع الحالي في لبنان، أصبحت سوريا أكثر أمنا".
7. تعزيز فرص السلام من خلال المساعدة بإعادة الإعمار في المناطق اللبنانية المنكوبة من أجل تأمين مقومات الحياة الكريمة والآمنة للعائدين الى ديارهم".
وختم بوحبيب: "نكرر بأن لبنان يريد العيش مع محيطه المتوسطي بأمان وسلام، والتأسيس لشراكة قائمة على العدل والمساواة. فنحن شركاء تاريخيين، ونتطلع اليوم لمساعدتكم ودعمكم لإنهاء دوامة العنف والقتل، كي ننتقل الى رحاب أوسع تسود فيه العدالة، والرخاء، والإزدهار. هذا هو خيارنا في لبنان، ولكن القرار ليس بيدنا وحدنا. فالخيار واضح اليوم: هل نتعاون في منطقتنا لتحقيق هذه الأهداف السلمية، أم سنترك قوى التطرف والمصالح السياسية الآنية تخط مستقبل منطقتنا بالحديد والنار، وتعزز الكراهية والحقد، وتؤسس لحروب مستقبلية".