دولي

تعرفوا على "سييرت متكال".. الوحدة التي نفذت إنزال البترون

تعرفوا على

وحدة سييرت متكال إحدى وحدات قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي، يخضع المتقدمون إلى عضويتها لمسار من الاختبارات البدنية والنفسية، ويتركز دورها في جمع المعلومات وإنقاذ الرهائن والتصدي للأعمال الإرهابية وتنفيذ عمليات معقدة خلف خطوط العدو.

أسسها عضو منظمة الهاغاناه الضابط أبراهام أرنان عام 1957، ومع ما يحيط بها من السرية فقد تكشّف أن العديد من كبار القادة العسكريين والسياسيين خدموا فيها، مثل نفتالي بينيت وموشيه يعالون وإيهود باراك وبنيامين نتنياهو وشاؤول موفاز وديفيد برنيع وشلومي بيندر.

التأسيس والأهداف

تم تأسيس وحدة سييرت متكال عام 1957 على يد الضابط أبراهام أرنان، وفي مراحل من تاريخها عرفت باسم الوحدة 269 والوحدة 262، وتتخذ شعارا لها "الجريء هو الذي ينتصر".

ودمج أرنان في الوحدة كلا من قدامى محاربي منظمة البالماخ، وقدامى محاربي الوحدة 101 ووحدة المظليين، وقدامى محاربي سلاح المخابرات، وأعضاء الكيبوتسات.

ورغم تنفيذها العديد من المهام الأمنية فإن "سييرت متكال" لم تنضم إلى الجيش الإسرائيلي بشكل رسمي إلا في أواخر عقد الثمانينيات من القرن الـ20 تزامنا مع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وتعد "سييرت متكال" من بين أكثر وحدات الجيش الإسرائيلي تنظيما وتجهيزا، وتتبع قيادة الأركان وتنضوي تحت شعبة الاستخبارات، وهي محاطة بالكثير من السرية، وتقع قاعدتها الرئيسية في معسكر سيركين في بتاح تكفا.

وأثناء فترة السلم فإن المهمة الأساسية للوحدة تتمثل في جمع المعلومات الاستخباراتية وزرع المخبرين، كما تتكلف بإنقاذ الرهائن والتصدي "للأعمال الإرهابية"، وتساعد الدوريات المقاتلة خلال الحرب، وتتولى تنفيذ عمليات "خلف خطوط العدو".

التدريب والتجنيد

يخضع المرشحون للعمل في وحدة سييرت متكال لمسار من الاختبارات يجعلها من بين وحدات الجيش الإسرائيلي التي يصعب الالتحاق بها، وتجرى لهم فحوصات للتأكد من سلامتهم الجسدية والنفسية ومدى قدرتهم على القيام بالمهام المعقدة التي ستوكل إليهم.

وبناء على تقرير شامل عن كل فرد تقرر هيئة الأركان العامة قبوله في الوحدة أو رفضه، في حين يحوّل المرفوضون إلى وحدات الجيش الأخرى.

أما التدريب الذي يجريه المقبولون فمدته 16 شهرا، ويشمل سلاح المظليين والتنقيب والبحث عن الجهات وتحديد الأماكن، ومواجهة الظروف والمواقف الصعبة واحتمال الأسر، وبعد اجتياز التدريبات بنجاح يُقبل الجنود رسميا في الوحدة، ويلزم المقاتلون ضمنها بتوقيع عقد لمدة 36 شهرا على الأقل.

وبعد انتهاء مدة الخدمة ينتقل بعض عناصر الوحدة إلى صفوف الاحتياط التابع لها، فيما يتوجه آخرون للعمل في جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد).

الأعلام والرموز

رغم ما يحيط بها من سرية فإن وحدة سييرت متكال ارتبطت بأسماء العديد من الشخصيات العسكرية الإسرائيلية البارزة التي أصبحت لبعضها أدوار سياسية، ومن بين هؤلاء:

أبراهام أرنان

مؤسس الوحدة، ولد في 29 كانون الأول/ ديسمبر 1930 بالقدس، حصل على تعليم أكاديمي جزئي ثم التحق بمنظمة الهاغاناه في 1946 وحصل على دورات عسكرية وشارك في حرب 1948 ورقّي إلى رتبة رقيب في الجيش الإسرائيلي عام 1949.

وبعد إحالته إلى جنود الاحتياط استفاد من دورة متقدمة لضباط المشاة وحصل على رتبة ملازم أول عام 1951، ثم عاد إلى الخدمة مجددا وأحيل إلى سلك المخابرات، وفي هذه الفترة أسس وحدة سييرت متكال.

تدرج أرنان في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة مقدم في العام 1962، وشارك في حرب الأيام الستة، وتدرب مع قوات المارينز في الولايات المتحدة الأميركية.

كما تابع بالتزامن مع عمله العسكري دراساته العليا، وتعلم اللغات العربية والفارسية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وعمل مستشارا لشؤون الإرهاب بمكتب رئيس الوزراء، توفي في 23 نيسان/ أبريل 1980 بعد إصابته بمرض.

بنيامين نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولد في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 1949 بمدينة يافا.

التحق بوحدة سييرت متكال في عام 1967 لأداء الخدمة الإلزامية في الجيش، واستمرت مدة خدمته فيها 5 سنوات ترقى خلالها حتى حصل على رتبة نقيب.

أنهى نتنياهو خدمته في الوحدة بعد إصابته في الكتف خلال المشاركة في عملية عسكرية بمطار اللد في تل أبيب، حيث كان ضمن المجموعة التي اقتحمت طائرة بلجيكية اختطفها فدائيو منظمة أيلول الأسود في 8 مايو/أيار 1972.

إيهود باراك

رئيس سابق للحكومة الإسرائيلية، وعسكري برتبة عميد، ولد في 12 فبراير/شباط 1942 بمستوطنة مشمار حاشارون.

ترأس وحدة سييرت متكال في أوائل السبعينيات من القرن الـ20، وكان ضمن الفريق الذي نفذ عملية اغتيال قادة منظمة التحرير الفلسطينية: أبو يوسف النجار، وكمال عدوان، وكمال ناصر في بيروت سنة 1973.

ديفيد برنيع

رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ولد بتاريخ 29 آذار/ مارس1965 في عسقلان.

التحق بالجيش الإسرائيلي عام 1983 عن طريق وحدة سييرت متكال، ومنها انتقل إلى العمل في الاستخبارات.

شلومي بيندر

قائد شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، ولد في شباط/ فبراير 1975 بمدينة حيفا، والتحق بالجيش عام 1993 عن طريق وحدة سييرت متكال، ثم أصبح قائدا لهذه الوحدة في الفترة بين أيار/ مايو 2013 وآذار/ مارس 2016.

كان من ضمن أفراد وقادة وحدة سييرت متكال رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزيرا الدفاع موشيه يعالون وشاؤول موفاز وآخرون.

أبرز العمليات المعلنة

كانت أولى عملياتها في لبنان عام 1962، وتصفها إسرائيل بأنها مهمة خاصة وناجحة.

مهمة نفذت في سوريا بعد أقل من 6 أشهر من تاريخ المهمة الأولى، وقادها إيهود باراك، وتوصف هي الأخرى من قبل إسرائيل بالخاصة والناجحة، ولم تنشر تفاصيل عن هاتين العمليتين.

حرب 6 أكتوبر: خلال حرب 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973 (تسميها إسرائيل حرب يوم الغفران) شاركت وحدة سييرت متكال بالقتال في سيناء بشكل رئيسي.

عملية مطار اللد: جرت في 9 أيار/ مايو 1972، وفيها اقتحم جنود الوحدة طائرة ركاب بلجيكية كان يحتجزها فدائيون فلسطينيون وعلى متنها نحو 100 راكب، وتم الاقتحام أثناء فتح الأبواب لموظفي الصليب الأحمر الذين سمح لهم بتقديم الطعام للرهائن، واستشهد في العملية اثنان من الفدائيين الأربعة وجرح بعض الجنود والركاب، فيما اتهم الصليب الأحمر إسرائيل بنقض العهد الذي لا يسمح لها بمهاجمة الخاطفين أثناء وجود ممثليه في الطائرة.

اختطاف ضباط مخابرات سوريين: في عام 1972 اختطفت قوات كوماندوز من وحدة سييرت متكال ضباط مخابرات سوريين من جنوب لبنان، للمساومة على إطلاق سراح طيارين إسرائيليين أسرى لدى سوريا.

اغتيال مجموعة من قيادات منظمة التحرير الفلسطينية في نيسان/ أبريل 1973 بلبنان، وهم أبو يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان.

عملية مطار عنتيني: جرت في 4 تموز/ يوليو 1976 بمطار عنتيبي في أوغندا، وكان هدفها إنقاذ رهائن اختطفهم فدائيون فلسطينيون أثناء رحلة جوية بين تل أبيب وباريس، وكان بين القتلى الضابط جوناثان شقيق نتنياهو، إضافة إلى المختطفين و3 رهائن وبعض الجنود الأوغنديين.

كما نفذت الوحدة العديد من العمليات الأخرى خارج حدود فلسطين المحتلة، وتتكتم إسرائيل على تفاصيلها بشدة.

يقرأون الآن