بعد تصاعد الضربات الإسرائيلية واستهدافها قياديين في صفوف "حزب الله" ليس على أرض المواجهات في الجنوب فحسب بل تعدته إلى مطاردة كوادر منهم في مناطق النزوح وليس من العاملين في الجناح العسكري والتعبئة فحسب بل في قطاعات إدارية ومالية واجتماعية يقدمون على زيارة عائلاتهم النازحة خارج مناطقهم.
وأقدمت إسرائيل على تنفيذ أكثر من غارة على منازل وشقق يقطنها نازحون في بلدات سنية ودرزية ومسيحية بهدف خلق بلبلة في صفوف هذه البيئات التي أخذت فعالياتها تردد على مسمع ممثليها ومن دون قفازات بالطلب من هؤلاء عدم المجيء إلى أماكن النزوح وتجمعاتهم، لأنهم محل رصد دائم من الاستخبارات الإسرائيلية ومسيراتها التي لا تفارق سماء بيروت والمناطق حولها.
وفي معلومات لـ "العربية.نت" و"الحدث.نت" فإن هذا الموضوع كان محل متابعة دقيقة ومن دون ضجيج إعلامي بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وكتل نيابية عدة، ومن بينها تكتل "اللقاء الديمقراطي" برئاسة النائب تيمور جنبلاط، حيث جرى الطلب من بري إيصال رسالة إلى قيادة "حزب الله" تقضي بعدم توجه أي من كوادره العسكرية والسياسية إلى أماكن النزوح، خشية أن تستهدفهم إسرائيل، حيث تؤدي ضربات الأخيرة إلى سقوط مدنيين وهذا ما حصل في أكثر من بلدة. وكان آخرها في بلدتي العبادية وعرمون في جبل لبنان وقبلها في قضاء جبيل وبلدات شمالية.
وناقش نواب وجهات نيابية مسألة ضرورة أخذ الحزب تحذيرات بعدم توجه مسؤولين في الحزب إلى أي من مراكز النزوح وأماكن إقاماتهم، مع التذكير بأن مسؤولين في الحزب يتولون عملية إيصال أموال ومساعدات اجتماعية وغذائية لأرباب الأسر المنضوية في صفوفه.
ووعد بري مراجعيه في هذا الخصوص بالسعي إلى الطلب من كوادر "حزب الله" عدم التوجه إلى أماكن نزوح عائلاتهم، حفاظا عليها أولا، فضلا عن الجهات المضيفة لها التي بدأت تتخوف من استمرار إسرائيل في حلقات مسلسل ضرباتها خارج مساحة الميدان العسكري المفتوح في الجنوب.