أعلن عضو مجلس خبراء القيادة في إيران، أبو الحسن مهدوي، أن مجلس الخبراء اختار ثلاثة أشخاص لخلافة المرشد علي خامنئي، حسب الأولوية، لكن أسماءهم ظلت سرية، وذلك وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، والمخاوف من احتمالية اغتيال خامنئي على يد إسرائيل.
قبل التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، كان الحديث عن خلافة خامنئي مطروحًا بالفعل، لكن الآن أصبح هذا الموضوع أكثر جدية. حتى خامنئي نفسه، في جلساته الأخيرة مع أعضاء مجلس خبراء القيادة، دعاهم إلى الاستعداد لاختيار قائد جديد سريعًا، حسب "إيران انترناشيونال"
ويرى بعض المراقبين أن هذه الدعوات تشير إلى قلق خامنئي من احتمال اغتياله على يد إسرائيل.
وأكد أبو الحسن مهدوي، في خطبة الجمعة الماضية، أن خامنئي يتمتع بصحة جيدة، ولا يعاني أي مرض. ومع ذلك، يرى المحللون أن القلق الرئيس لدى النظام ليس من وفاة خامنئي الطبيعية، بل من التهديدات الخارجية واحتمال اغتياله.
مجتبى خامنئي.. المرشح الأبرز
ذكر إمام جمعة أصفهان أن ثلاثة أشخاص تم اختيارهم لخلافة خامنئي، لكن أسماءهم لم تُعلن. ومع ذلك، يُعتقد أن مجتبى خامنئي، الابن الثاني للمرشد علي خامنئي، وأكثر أبنائه انخراطًا في السياسة، هو المرشح الأكثر حظًا.
ومجتبى هو الابن الوحيد لخامنئي، الذي تم الإعلان عن إعداده لتولي القيادة؛ حيث يلعب دورًا كبيرًا في إدارة الشؤون الكبرى للنظام، منذ 27 عامًا، وبموافقة والده.
وقد أكد عباس باليزدار، وهو صديق قديم لمجتبى، والرئيس السابق لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، ومحمد سرافراز، هذا الدور، الذي يلعبه نجل خامنئي، كما أن إيقاف دروسه في الفقه وظهوره في أول فيديو رسمي له يُعتبران إشارتين على التحضير لنقل السلطة إليه.
علي رضا أعرافي.. الخيار الثاني
قد يكون الخيار الثاني المحتمل هو نائب رئيس مجلس خبراء القيادة، عضو مجلس صيانة الدستور، وإمام جمعة قم، علي رضا أعرافي، وهو من الشخصيات المؤثرة في الحوزة العلمية؛ حيث تعزز مكانته البارزة داخل هيكل السلطة من احتمال اختياره خليفة لـ "خامنئي".
هاشم حسيني بوشهري.. الخيار الثالث
الخيار الثالث المحتمل هو نائب رئيس مجلس خبراء القيادة، رئيس جمعية مدرسي الحوزة العلمية في قم، هاشم حسيني بوشهري، الذي يجعله قربه من خامنئي، وتوليه مناصب مهمة، خيارًا ممكنًا.
وتشمل الخيارات الأخرى عدة أسماء، مثل: علي الخميني وحسن الخميني، وهما من أحفاد مؤسس النظام الإيراني المرشد السابق، روح الله الخميني، لكن فرصهما ضعيفة، بسبب غيابهما عن هيكل السلطة العليا الحالي، حيث إن حسن الخميني، على سبيل المثال، تم استبعاده من الانتخابات الخاصة بمجلس خبراء القيادة قبل 9 سنوات.
كما أن صلاحية حسن روحاني لعضوية مجلس خبراء القيادة أيضًا تم رفضها سابقًا، أما رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، صادق لاريجاني، فقد تم استبعاده من آخر انتخابات لمجلس خبراء القيادة، كما أن استقالته الاحتجاجية من مجلس صيانة الدستور لم تلق قبولاً من خامنئي.
مقتل رئيسي يخلط الأوراق
يذكر أن مقتل إبراهيم رئيسي، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس خبراء القيادة بالإضافة إلى كونه رئيسًا للجمهورية، في حادث سقوط مروحية مشبوه قبل يوم واحد من انتخابات رئيس مجلس خبراء القيادة، وكان يُعتبر الخيار الأول لرئاسة المجلس، أما أحمد خاتمي، الذي انتقد طرح اسم مجتبى خامنئي كمرشح للقيادة في اجتماع مجلس الخبراء، فقد استُبعده لاحقًا من هيئة رئاسة المجلس.
أجواء "الشهادة"
بدوره أكد حيدري كاشاني، عضو آخر في مجلس خبراء القيادة، أن الجلسة الأخيرة لخامنئي مع أعضاء المجلس جرت في أجواء "الشهادة"، وذكر أن الحاضرين في الجلسة بكوا، وأن خامنئي قال لهم: "إذا لم أكن موجودًا، يجب على مجلس الخبراء اختيار قائد جديد بسرعة". ويشير هذا إلى قلق النظام من احتمال حدوث انتفاضة شعبية في غياب خامنئي، ما قد يؤدي إلى سقوط النظام.
التحدي الأكبر للنظام
على الرغم من أن هوية خليفة خامنئي لم تُحدد بعد، فإن كل المؤشرات تُظهر أن مجتبى خامنئي هو الخيار الأكثر احتمالاً. لكن المشكلة الكبرى التي تواجه النظام ليست فقط اختيار خليفة لخامنئي، بل هي البقاء والاستمرار في ظل ظروف داخلية وخارجية صعبة.
ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتصاعد التوترات مع إسرائيل، يواجه النظام تهديدات متزايدة باندلاع حرب، تتصاعد احتمالية خسارتها، أو تزايد حدوث انتفاضة شعبية، حيث يعاني المواطنون الإيرانيون كثيرًا، بسبب الأزمات، ومنها نقص الكهرباء والوقود والبنزين، فضلاً عن التدخلات في حياتهم اليومية، كفرض الحجاب الإجباري وقيود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يزيد من احتمالات الغضب الشعبي.