شبه قناعة، او بالاحرى قناعة تامة، تولدت لدى اللبنانيين، من سياسيين وعامة الشعب، أن لا انتخاب لرئيس جمهورية قبل 31 تشرين الاول المقبل. خلف ذلك، وقائع ومعطيات تحمل، ليس فقط اللبنانيين انما دول الخارج المطّلعة على حيثيات الوضع اللبناني، على الاعتقاد بأن الفراغ وحده سيتربع على كرسي الرئاسة. شأن يدفع"الثنائي الشيعي" الى السعي الحثيث لتشكيل حكومة تجنباً لاشكالية دستورية لاحت معالمها في مواقف فريق العهد من خلال رفض تسليم السلطة الى حكومة غير مكتملة الصلاحيات.
الخشية هذه، حرّكت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرونعلى الخط الايراني، فأجرى اتصالاً بنظيره الايراني ابراهيم رئيسي، بحسب ما يكشف مصدر وزاري لـ"المركزية، وطلب منه بذل الممكن لتذليل العقبات الحائلة دون انجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني في موعده، والايعاز الى حزب الله لعدم عرقلته لان وضع الدولة مهترئ، ولا يحتمل انتكاسات اضافية. فالفراغ إن وقع ستتدحرج الامور الى الاسوأ، وربما تصل الى حيث حذر تكرارا وزيرا خارجية فرنسا السابق جان ايف لودريان والحالية كاترين كولونا،اي زوال لبنان عن الخريطة العالمية. الا ان الرئيس الايراني ابلغ ماكرون، ان بلاده غير معنية بملف لبنان والكلمة الفصل فيه لامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
على الاثر، يضيف المصدر، حصل تواصل بين مسؤول فرنسي وآخر من الحزب للهدف عينه، فأكد الاخير ان الحزب لم يرشح احدا للانتخابات ويقف خلف رئيس مجلس النواب نبيه بري في خياره. هو يدعم اي رئيس يتفق عليه اللبنانيون على ان لا يكون استفزازيا، فكان تواصل بين مسؤول فرنسي وآخر من حزب الله، ابلغ الثاني الاول ان الحزب لن يرشح احدا ، ويدعم رئيسا توافقيا يعتمد الحوار سبيلا لحل الازمات . هذا يعني، بحسب المصدر، ان حزب الله لن يكرر سيناريو ايصال الرئيس ميشال عون الى بعبدا، حينما منع انتخاب رئيس على مدى عامين ونصف العام، لفرض مرشحه. فالظروف تبدّلت وما كان ساريا آنذاك لم يعد كذلك راهناً. وقد لمس الحزب لمس اليد ان عهد مرشحه كان كارثيا على البلاد عموما وعلى بيئته الشيعية خصوصا، لذلك قرر عدم تبني مرشح، خصوصا انه فقد الغالبية النيابية في البرلمان وبات دوره افعل واكثر تأثيرا في مجال فرض فيتو على اي مرشح لا يريده. كما ان مسعاه للتوفيق بين حليفيه النائب جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجيه لم يكتب له النجاح بفعل اصرار باسيل على تكبيل فرنجية بحزمة شروط مقابل تبني ترشيحه للرئاسة، الامر الذي رفضه فرنجية كون سقف الشروط عال لدرجة يصعب عليه تبنيه اذ يتصل بعضها بتعيينات في اعلى المناصب في الدولة.
المسعى الفرنسي لن يقف عند هذا الحد، يختم المصدر، وسيتفعل ويشهد زخما اضافيا مع كل يوم يمر من دون توجيه دعوة الى جلسة لانتخاب رئيس...الا اذا كان الانتخاب يفترض بلوغ الاول من تشرين الثاني المقبل.
نجوى أبي حيدر - المركزية