ُيُنقل وفق المعلومات والأجواء الراهنة أن لبنان دخل مرحلة التصعيد السياسي غير المسبوق لا سيما على ضوء خطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في قدّاس شهداء المقاومة اللبنانية في معراب، وصولاً الى المؤتمر الصحافي لرئيس "التيار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل، ما أعاد الأمور الى المربع الأوّل في ظل هذا التصعيد، وبالتالي عودة الانقسامات على الساحة المسيحية، أضف الى ذلك أن الأجواء تشير إلى أن هناك مرحلة جديدة مُقبل عليها لبنان، وتصبّ في خانة الاصطفافات السياسية على ضوء اقتراب الانتخابات الرئاسية، وحيث ليس في الأفق ما يؤكد أن هناك حكومة جديدة وبالتالي ان التيار الوطني الحر قال كلمته عبر باسيل، اما حكومة جديدة وإلا كلّ الخيارات مفتوحة، وحيث تؤكد المعلومات أيضاً أن اللقاءات لقيادة التيار باتت مفتوحة وصولاً الى كل المناطق، إذ أن هناك أكثر من سيناريو يُطرح في هذه المرحلة، وأبرز ما في الأمر الاستعدادات للنزول الى الشارع وعودة ما كان يحصل في قصر بعبدا عندما كان قصراً للشعب، أي التجمعات الشعبوية التي ترفض تسليم زمام الحكم لحكومة تصريف أعمال أو حكومة مستقيلة ما فتح الأبواب على مصراعيها، والسؤال هنا ماذا يمكن أن يحصل في الأيام المقبلة؟ في السياق، تقول المصادر أن الاتصالات العربية والدولية بدأت تجنباً لما يمكن أن يصيب لبنان في هذه المرحلة من أحداث وتطورات وأعمال شغب، وربما عودة الحروب المتنقلة على ضوء الحالات الطائفية والمذهبية والانقسامية، الى كل ما يجري اقتصادياً بعدما وصل البلد الى الانهيار التام والتفليسة على كافة الأصعدة.
من هذا المنطلق، تؤكد المعلومات في الوقت عينه أنه اذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فإن الانفجار السياسي سيكون قريباً متزامناً ومترافقاً مع انفجار اجتماعي على ضوء انهيار العملة الوطنية واقتراب استحقاقات الخريف التربوية والتدفئة وسواها من الأمور، لذلك يرتقب أن تتدخل أكثر من عاصمة عربية وغربية معنية بالملف اللبناني في الأيام القادمة لوقف هذا التصعيد وتجنيب لبنان أي كارثة لا سيما بأن مصادر دبلوماسية تتحدث عن أن لبنان ليس في وضع طبيعي أو اعتيادي بل اللعبة مفتوحة على كافة الاحتمالات وربطاً أيضاً بأي تصعيد قد يقدم عليه العدو الإسرائيلي في ضوء التهديدات المستمرة التي ارتفع منسوبها في الأيام الأخيرة.
أنطوان غطاس صعب - اللواء