أكد الكاتب والباحث في شؤون الحركات الإسلاميّة أحمد الأيوبي أن "ما يجري في سوريا له هدف أساسي، وهو ضرب الوجود الإيرانيّ في سوريا وإخراج الميليشيات التّابعة لطهران من الأراضي السّوريّة".
ورأي الأيوبي، في حديث لموقع "وردنا"، أن "إيران تقوم بحملة تشويه كبيرة في مسار الفصائل المعارضة، وتعمل على تشويه صورتها على مختلف المستويات"، مضيفاً: "هناك ادّعاءات عن فرض الحجاب على النّساء المسيحيّات وإقفال الكنائس في حلب، في حين أُعيد فتح الأسواق بعد إغلاق قسريّ لتمشيط المدينة، وللتّأكّد من عدم وجود مسلّحين موالين للنّظام، كما أنّ الاستعدادات متواصلة لاحتفال المسيحيّين بعيدَي الميلاد ورأس السّنة، وأقيم قدّاس الأحد بشكل طبيعيّ، وحصل تواصل بين قيادات الفصائل التي سيطرت على حلب وبين الكنائس وبين طوائف أخرى مثل طائفة الموحّدين الدّروز".
ويُتابع: "التقى زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمّد الجولاني قيادات درزية وكان حديث عن الحقوق المتساوية للناس"، لافتاً إلى أن "هيئة تحرير الشام تخلّت عن ارتباطاتها بتنظيم القاعدة كما أنها ضد تنظيم الدولة الإسلاميّة".
ويوضح الأيوبي أن "هيئة تحرير الشام حصرت نشاطها بالأراضي السورية وهي تعتبر أنها تنظيم غير عابر للحدود، ما يعني الاعتراف بحدود الدولة السورية، كما أنه سبق للجولاني أن أعلن أن الشّعب السوري هو مَن يقرر نظامه السياسي من خلال الاقتراع، أي أنه لن يفرض الشريعة الإسلامية بالقوة، وهو يلمح بالاستعداد للاندماج بنظام سياسي يجري إعداده في الدّستور، وهو ما عرقله الأسد منذ الاجتماع الأخير في أستانة".
وقال الأيوبي: "حتى لو كانت هناك خلايا أو أشخاص مؤيدون للتنظيمات المعارضة في سوريا، فأولويتهم ستكون انتصار الفصائل المعارضة في الداخل السوري، فهي تعطي المسألة السورية أولويتها المطلقة والنهائيّة".
ويختم الأيوبي، بالقول: "هناك من يمكن أن يفرخ" للبنان "داعش" أو "قاعدة" مُفتعلة أو مُركّبة، كما حدث في أوقات سابقة، حين لجأ المحور الإيرانيّ إلى تشغيل بعض الأشخاص والمجموعات من أجل إثارة الرّعب من السّنّة سواء في لبنان أو في سوريا".