على متن طائرة مجهولة الوجهة ختم الرئيس السوري بشار الأسد حقبة لم تختلف كثيراً عن حكم والده حافظ الأسد ، هو الآتي من عالم الطب إلى السلطة ومتاهاتها.
وعلى الرغم من التفاؤل بتسلمه الحكم في سوريا عام 2000، هو الطبيب الذي خدم في الجيش السوري وصنف على أنه المصلح المحتمل بعد مقتل شقيقه باسل الأسد في حادث غامض، إلا أن الربيع السوري حمل بصمات سوداء لعهده في لبنان وسوريا، ليتولى بعدها مسؤولية الوجود السوري العسكري في لبنان.
وفي الاستفتاءات الرئاسية عام 2000 وما تلاها في عام 2007، حصل على تأييد 99.7 في المئة و97.6 في المئة، على التوالي.
عام 2011 اندلعت الثورة السورية، و أُدرِج الأسد في قائمة لوائح اتهام بارتكاب جرائم حرب ضد مسؤولين حكوميين ومتمرِّدين تم تسليمهم إلى المحكمة الجنائية الدولية.
رفض الأسد الادِّعاءات وانتقد التدخل بقيادة الولايات المتحدة في سوريا لمحاولة تغيير النظام. في 16 تموز(يوليو) 2014، أدَّى الأسد اليمين الدستورية لولاية ثالثة مدَّتها سبع سنوات بعد حصوله على 88.7% من الأصوات في أول انتخابات رئاسية متنازَع عليها في تاريخ سوريا البعثية.
من هو؟
ولد بشار حافظ الأسد في دمشق في 11 أيلول/ سبتمبر 1965، وهو ثاني أكبر ابن لأنيسة مخلوف وحافظ الأسد. وكان جد والد الأسد، علي سليمان الأسد، تمكن من تغيير وضعه من فلاح إلى مرموق صغير، ولعكس ذلك، في عام 1927 كان قد غير اسم العائلة من الوحش إلى الأسد.
وكان لبشار خمسة أشقاء، توفي ثلاثة منهم. بعد تخرجه في جامعة دمشق في ثمانينيات القرن الماضي، سافر إلى بريطانيا لمواصلة دراسته الطب؛ إذ التحق بمستشفى "ويسترن لندن لأمراض العيون" ليتخصص في هذا المجال.
وبحسب ما جاء في السلسة الوثائقية "عائلة خطيرة.. آل الأسد"، الذي أنتجته بي بي سي عام 2018، كان بشار الأسد سعيدا بالحياة في لندن بمختلف مظاهرها، وكان -على سبيل المثال- من المعجبين بالمغني الإنكليزي فيل كولينز.
وفي لندن تعرف بشار على زوجته المستقبلية، أسماء الأخرس، التي يعود أصولها إلى مدينة حمص.
أدّى الرئيس الشاب اليمين الدستورية أمام البرلمان في صيف عام 2000 ، مستخدما لغة جديدة؛ إذ تحدث عن "الشفافية والديمقراطية ومسيرة التطوير والتحديث والمساءلة، والفكر المؤسساتي".
وبشكل عام سار الأسد الابن على خطى الأب فيما يتعلق بممارسة المناورات في السياسة الخارجية، مع عدم الزج بسوريا في أي مواجهات مسلحة مباشرة.
وبعد سنوات من بدء الانتفاضة بدت حكومة الأسد على وشك الانهيار، مع فقدانه السيطرة على مناطق واسعة من البلاد، إلا أن الموازين انقلبت بعد تدخل روسيا بشكل مباشر في الحرب، وهو ما سمح للأسد باستعادة السيطرة على مناطق كان قد خسرها لصالح مناوئيه.