ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، وقائد الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في الجيش السوري، وهو عضو اللجنة المركزية للفرع الإقليمي السوري لحزب البعث. يوصف بأنه الأكثر قسوة في عائلة الأسد، وقد كان مسؤولا عن قمع حراك "ربيع دمشق" عام 2000، وقمع الانتفاضة الكردية عام 2004، وأسهم في تنفيذ مجزرة صيدنايا عام 2008، كما ورد اسمه ضمن المتهمين بقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
انقطعت اخباره في الفترة الأخيرة الا أن اسمه برز بشكل كبير خلال اجتياح المعارضة السورية للأراضي السورية، وبرزت أيضا مواقفه المتشددة والتي تدعو الى قتل كل من يتعرض للجيش السوري، ومنع ايضا شقيقه بشار الأسد من مغادرة سوريا ليلة سقوط النظام.
اليوم الكل يبحث عن ماهر كما يبحث عن بشار الا ان انباء شبه مؤكدة ان ماهر لجأ الى ايران ليلة سقوط دمشق بايدي المعارضة.
وبعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، اتهم ماهر بـ"كثرة جرائمه" التي أشرف عليها بحق المتظاهرين السلميين، ونتيجة لذلك فُرضت عليه عقوبات أميركية وأوروبية بتهمة تورطه في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما اتهمه البعض برعاية شبكة لإنتاج وتهريب مخدرات الكبتاغون.
ومنذ تولي أخيه بشار الرئاسة بات ماهر الأسد من أقرب مستشاريه، ووفقا لصحيفة غارديان البريطانية، فإنه لعب دورا أساسيا في إقناع أخيه بقمع الانفتاح السياسي القصير الأمد الذي شهده السوريون في الأشهر القليلة الأولى من حكم بشار، وهو الحراك الذي بات يشار إليه لاحقا باسم "ربيع دمشق"، كما كان لماهر الأسد دور أساسي في قمع الانتفاضة الكردية عام 2004.
يذكر أن رئيس المخابرات العسكرية آنذاك اللواء آصف شوكت كان من منافسي ماهر على النفوذ في حكومة بشار الأسد في تلك الفترة، وقد كان ماهر معترضا منذ البدايات على زواجه من أخته.
مع ذلك استطاع شوكت تأمين مكانته في عائلة الأسد، وتعاظم نفوذه في عهد بشار الأسد، وقد ذكر اسمه إلى جانب اسم ماهر الأسد في مسودة نسخة مسربة من تحقيقات الأمم المتحدة للاشتباه بهما في مقتل الحريري عام 2005.
وبحسب مسودة النسخة، فإن أحد الشهود من أصل سوري يقيم في لبنان، ويدعي أنه عمل لصالح أجهزة المخابرات السورية في لبنان، ذكر أنه بعد حوالي أسبوعين من اعتماد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، قرر كل من ماهر الأسد وآصف شوكت وحسن خليل وبهجت سليمان وجميل السيد اغتيال الحريري.
وفي عام 2008، قال ناشطون ومعارضون إن ماهر كان مسؤولا عن إخماد ثورة سجن صيدنايا، مما أدى إلى مقتل قرابة 170 سجينا سياسيا أعزل، وقيل إنه شارك أيضا في هذه العملية بشكل شخصي، وصوّر بنفسه الجثث الممزقة.
الأنشطة التجارية لماهر الأسد
إضافة إلى نشاطاته العسكرية، يعرف ماهر الأسد بنشاطاته التجارية كذلك، إذ يمتلك عدة شركات تشرف على مشاريع ضخمة في سوريا ولبنان، كما أنه شريك ابن خالته رامي مخلوف في العديد من المشاريع.
وبعد الثورة السورية، أصبح لدى ماهر الأسد مصادر دخل مختلفة، من أبرزها عمليات ضبط المنافذ الحدودية وطرق الشحن، وجمع الإتاوات من المدنيين والتجار على الحواجز العسكرية التي تقيمها الفرقة الرابعة في مناطق مختلفة.
ووفقا لمجلة "فورتشن"، فقد استفاد ماهر الأسد من عملية غسيل أموال بقيمة مليار دولار في بنك المدينة اللبناني، الذي انهار عام 2003 مع بداية غزو العراق، وكان قد استخدم أيضا لغسيل أموال عدد من المسؤولين العراقيين وشركائهم.
ومن أبرز الموارد التي اعتمدها ماهر الأسد لتعويض الخسائر التي تكبدها نتيجة العقوبات، حسب مؤسسة كارنيغي، تجارة الكبتاغون التي تنامت في سوريا بغطاء حكومي، وبسبب سرعة تناميها باتت تشكل تهديدا حقيقيا للعديد من دول المنطقة والجوار بما في ذلك الأردن والعراق والسعودية والكويت وغيرها، كما تم تصنيف بعض رموز الحكومة السورية باعتبارهم الفاعل الرئيسي الذي سهّل تهريب الكبتاغون إلى الموانئ الأوروبية.
وقد تحدثت العديد من التقارير عن الدور الذي تقوم به الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد في التغاضي عن ترويج هذه المخدرات وتهريبها إلى دول أخرى، فوفقا للعديد من المصادر لا يمكن أن تعبر شحنات الكبتاغون الحدود السورية دون أن تمر أولا على عشرات الحواجز التي تسيطر عليها الفرقة الرابعة.
وبسبب "دوره في إنتاج وتهريب الكبتاغون"، فرضت الولايات المتحدة عقوبات إضافية على ماهر الأسد في آذار/ مارس 2023، واتهمته وزارة الخزانة الأميركية وفرقته الرابعة بتمويل "مخططات غير مشروعة لتوليد الإيرادات، تتراوح بين تهريب السجائر والهواتف المحمولة، وتسهيل إنتاج وتهريب الكبتاغون".
وفي نيسان/ أبريل 2023، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات إضافية كذلك على الأفراد والشركات المرتبطة بماهر وفرقته الرابعة بسبب جرائم الحرب والتعذيب وتسهيل تجارة المخدرات في سوريا.
شائعات الموت
ماهر الأسد من أكثر الشخصيات السورية التي لاحقتها شائعات الموت. ففي أغسطس/آب 2012 زعمت الصحف أن بشار الأسد كان على استعداد للتنحي، وأن شقيقه ماهر فقد ساقيه في تفجير هز العاصمة دمشق يوم 18 تموز/ يوليو 2012، ثم انتشرت شائعات بأنه توفي متأثرا بجراحه، إلا أن وسائل الإعلام الروسية نفت هذه الشائعات.
وفي 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2012، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن ماهر عولج في روسيا لكنه عاد إلى القصر الرئاسي.
ومع ذلك بقيت شائعات موت ماهر الأسد تتردد في وسائل الإعلام، لا سيما مع ابتعاده عن الأضواء، إلى أن نشر أحد المذيعين اللبنانيين في حزيران/ يونيو 2014 صورة حديثة لماهر الأسد مع المطرب جورج وسوف، الأمر الذي أكد أنه على قيد الحياة.
وخلال السنوات التي تلت هذه الصورة ترددت شائعات موت ماهر الأسد عدة مرات أخرى، كانت آخرها شائعة نشرها الصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين في شباط/ فبراير 2024، إلا أن هذه الشائعة لم تلق تصديقا في الأوساط السورية لا سيما وأن كوهين معروف بنشره كثيرا من الإشاعات والأخبار الخاطئة.