تعتبر البرتغال اليوم في صدارة دول أوروبا في إنتاج القنب الطبي، بفضل ظروفها البيئية المثالية التي تميزها عن غيرها من الدول الأوروبية. تعتبر هذه الصناعة من الصناعات الواعدة التي تتوسع بشكل متسارع، حيث تقوم الشركات البرتغالية بإنتاج القنب لعلاج الأمراض المزمنة وآلام العلاج الكيميائي وأشكال معينة من الصرع.
ظروف بيئية مثالية
تتميز البرتغال بمناخها الذي يعد الأمثل لإنتاج القنب الطبي، وهو ما يفسر اختيار الشركات الدولية لهذا البلد كموقع لإقامة مزارعها. يقول المهندس الزراعي خوسيه مارتينز، المسؤول عن مزرعة في بلدة سيربا: «لا يوجد بلد آخر في أوروبا يتمتع بظروف بيئية أفضل من تلك التي تتوافر في البرتغال». تقع هذه المزرعة في منطقة جنوب شرق البرتغال، حيث يُنتج الموقع نحو 30 طناً من زهور القنب سنوياً، بفضل التلال الهادئة والأشجار الزيتونية التي تحيط بها.
البرامج الإنتاجية المتقدمة
تُعتبر شركة «FAI Therapeutics» من أبرز الشركات البرتغالية في هذا المجال، حيث تمتلك مزرعة تبلغ مساحتها 5,4 هكتارات وتنتج زهور القنب في الهواء الطلق. كما توجد العديد من المزارع الأخرى التي تستخدم تقنيات متطورة لاستخلاص الزيوت وتجفيف الزهور. وتُصدر الشركات البرتغالية منتجاتها إلى العديد من البلدان في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأستراليا، ما يعكس الطلب الكبير على هذا المنتج الطبي.
الطلب الكبير على القنب الطبي
أدى الطلب المتزايد على القنب الطبي إلى زيادة استثمارات الشركات الكبرى في البرتغال. يشير برنارد بابل، رئيس شركة «أفيكسترا» الألمانية، إلى أن البرتغال توفر «أفضل بيئة لهذا القطاع في أوروبا»، مشيداً بالإطار التنظيمي الذي تم اعتماده في عام 2019 والذي يسهم في ضمان جودة المنتجات البرتغالية.
نمو السوق العالمي
وفقاً لتوقعات شركة «غراند فيو ريسيرتش» للدراسات، فإن سوق القنب الطبي العالمي شهد نمواً ملحوظاً حيث بلغ حجمه 16,6 مليار دولار في 2023 ومن المتوقع أن يتجاوز 65 مليار دولار في 2030. وتشير التوقعات إلى أن حصة أوروبا في هذا السوق سترتفع من 226 مليون دولار سنوياً إلى أكثر من 1,2 مليار دولار بحلول نهاية العقد.
تحديات الحصول على القنب الطبي في البرتغال
على الرغم من التشريعات التي تسمح بإنتاج القنب الطبي، يشكو العديد من المرضى البرتغاليين من صعوبة الحصول على هذا النوع من الأدوية. لا تغطي الضمانات الاجتماعية الأدوية المستخلصة من القنب، بينما يبقى عدد الأطباء الذين يصفونها محدوداً. في حين تسعى الشركات إلى زيادة الإنتاج والتصدير، يبقى هناك تحد كبير في توفيرها بشكل أوسع للمواطنين البرتغاليين.