دولي

تركيا تعمق نفوذها في الداخل السوري... ماذا يحدث؟

تركيا تعمق نفوذها في الداخل السوري... ماذا يحدث؟

تواصل تركيا تعميق تدخلها في الشأن السوري، عبر تحركات متعددة تهدف إلى تثبيت نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة.

والتصريحات الأخيرة الصادرة عن وزارة الدفاع التركية بشأن استعداد أنقرة لتقديم دعم عسكري وتدريبي للإدارة السورية الجديدة، تشير إلى مرحلة جديدة من التحولات في موازين القوى بسوريا، مع تراجع النفوذ الروسي والإيراني بعد سقوط نظام الأسد.

وأعلنت تركيا أنها لن تكتفي بإعادة فتح السفارة في دمشق أو إقامة علاقات طبيعية مع الإدارة السورية الجديدة، بل عرضت تقديم التدريب والدعم العسكري إذا طلبت السلطات ذلك.

ويعلق مدير مركز إسطنبول للفكر بكير أتاجان، قائلا: "تركيا تدرك أنها الجارة الأقرب لسوريا ولديها مسؤولية تاريخية، سياسية وعسكرية تجاه ما يجري. وجودها في الساحة السورية لا يمكن التشكيك فيه، خاصة بعد ما شهدته البلاد من تدخلات روسية وإيرانية أضرت بالشعب السوري أكثر مما ساعدته".

ويرى أتاجان أن أنقرة تهدف إلى ضمان الاستقرار على حدودها الجنوبية، ومنع الميليشيات المدعومة من قوى أجنبية من تشكيل خطر مستدام على أمنها القومي، قائلا: "إذا كانت الولايات المتحدة تدعم الميليشيات الانفصالية بحجة محاربة داعش، فمن حق تركيا دعم أي قوة تساعد في استقرار سوريا وإنهاء التهجير القسري".

ويؤكد رئيس وفد المعارضة السورية إلى جنيف سابقا أسعد الزعبي، لبرنامج "رادار" على "سكاي نيوز عربية"، أن التحولات الأخيرة في الموقف التركي تعكس تغيرا استراتيجيا في موازين القوى في سوريا.

ويقول الزعبي: "بعد سنوات من القتل والتدمير والتهجير، الشعب السوري بحاجة إلى شريك قوي يساعده في بناء مستقبل جديد. تركيا، رغم مصالحها الواضحة، لم تقتل الشعب السوري كما فعلت روسيا وإيران والنظام نفسه".

وأضاف: "المنافسة بين القوى الإقليمية والدولية على الساحة السورية لن تنتهي بسهولة، لكن تركيا استطاعت أن تثبت أنها الأكثر استعدادا للعمل مع الأطراف السورية لتحقيق انتقال سياسي شامل".

يقرأون الآن