تتسارع التطورات في المنطقة وتتجه بحسب مراقبين نحو التصعيد خصوصا وان اسرائيل دمرت غزة وبعدها "حزب الله" واليوم تدمر مخازن الجيش السوري على كل الأراضي السورية كان آخرها الهجوم العنيفة والكبير جدا الذي استهدف طرطوس، اضافة الى اطلاقها تهديدات ضد دول في المنطقة كالعراق وإيران.
وقد كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الاثنين، عن تصريحات أدلى بها مسؤول عسكري رفيع في الجيش الإسرائيلي، خلال لقاء مع صحفيين الأسبوع الماضي، أكد فيها أن سلاح الجو الإسرائيلي يستعد لتنفيذ "المهمة الكبرى" المقبلة، التي تستهدف إيران.
وأوضح المسؤول أن الاستعدادات تشمل تدريبات مكثفة ورفع جاهزية القوات الجوية لمواجهة سيناريوهات معقدة ومهام بعيدة المدى.
دعم مرتقب
وأشار المسؤول العسكري بحسب الصحيفة، إلى أن الإدارة الأميركية الجديدة قد تدعم هذه المهمة بشكل مباشر، خصوصاً أن الخطوة تتماشى مع موقف الولايات المتحدة من البرنامج النووي الإيراني وتعاظم نفوذ طهران الإقليمي، وأن هذا الدعم المتوقع لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل قد يشمل مساعدات لوجستية وتوفير غطاء دبلوماسي دولي للمهمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل على تعزيز قدراته الجوية والتسلحية للتعامل مع التهديد الإيراني، بما في ذلك احتمال توجيه ضربات مباشرة ضد المنشآت النووية الإيرانية.
فرصة تاريخية
وأمس الأحد، تناولت وسائل إعلام إسرائيلية احتمال تنفيذ هجوم على إيران في ظل ما وصفتها بـ"الفرصة التاريخية" للجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الداخلية بسبب تدخل السلطة التنفيذية في شؤون السلطة القضائية.
من جهته، أوضح محلل الشؤون العسكرية في قناة "آي 24"، وصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشوع، أن هناك إجماعاً متزايداً في إسرائيل حول هذه الفرصة، خصوصاً مع وجود ممر عبر سوريا يسهل العملية العسكرية. لكنه أشار أيضاً إلى مخاوف من أن الضربات الإسرائيلية في المنطقة قد تدفع إيران إلى تسريع برنامجها النووي. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يعيد توجيه موارده تحضيراً لعمل عسكري، مشيراً إلى الحاجة الماسة لدعم أميركي لتحقيق ذلك.
هجوم مستبعد
في المقابل، استبعد محللون إسرائيليون اليوم الإثنين، أن يتخذ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قراراً بمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، وذلك بسبب وضع إسرائيل الداخلي المتمثل بالانقسام حول خطة "الإصلاح القضائي" الهادف لإضعاف جهاز القضاء، وبسبب عدم ضمان تأييد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، لهجوم كبير كهذا ضد إيران، التي لم تعلن حتى الآن أنها قررت التقدم نحو صنع سلاح نووي.
وتعليقاً على أقوال الضابط الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس"، تساءل المحلل السياسي في القناة (13) رافيف دروكر، في مقال في الصحيفة نفسها، "منذ متى يبلغ سلاح الجو إيران بخططه؟ ولماذا يدخلون دونالد ترامب علناً إلى هذا الموضوع؟". وقال إن "الإجابة تكمن في الوضع غير المسبوق الحاصل في البرنامج النووي الإيراني، وهو في الوضع الأكثر تقدماً، ولذلك فإن الحديث عن قصف المنشآت النووي أجوف. وقصف المنشآت الكبرى، وأجهزة الطرد المركزي المتطورة، التي كان بإمكان تدميرها أن يؤدي لتأخير لأشهر، عديم الفائدة". وأضاف أن "إيران أنهت فعلياً قصة التخصيب، وهي على مسافة قريبة للغاية من حيازة ما يكفي من مواد انشطارية لقنبلة ذرية".
وأضاف دروكر أن "طريقاً عسكرية أخرى لمواجهة التهديد النووي الإيراني باتت مفتوحة. ليس قصف المنشآت النووية، وإنما هجوم كبير على إيران. هجوم إسرائيلي وأميركي بهدف التهديد بإسقاط النظام وإرغامه على التوقيع على اتفاق نووي جديد، ولفترة طويلة بالأساس". وقال: "كي يبدو تهديداً كهذا موثوقاً ثمة حاجة إلى ترامب. والتحدي الكبير أمام نتنياهو هو بإقناعه أن يبدأ بالتهديد. فهذا ليس رئيساً يخشى خرق كلمته، وفي أسوأ الأحوال لا يتم تنفيذ التهديد".