استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون، في قيادة لواء المشاة السابع في ثكنة فرنسوا الحاج - مرجعيون رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي استمع إلى إيجاز حول المهمات المنفَّذة ضمن قطاع المسؤولية لحفظ الأمن والاستقرار وبسط سلطة الدولة، والتقى الضباط مثنيًا على أدائهم في ظل الظروف الحالية المليئة بالصعوبات. ووجّه التحية لأرواح شهداء الجيش الذين ضحوا بأنفسهم دفاعًا عن الأرض، معرِبًا عن فخره بالمعنويات العالية للعسكريين.
وقال: "أمامنا مهمات كثيرة أبرزها انسحاب العدو الإسرائيلي من كل الأراضي التي توغل فيها خلال عدوانه الأخير، وعندها سيقوم الجيش بمهماته كاملة".
وأضاف: "الجيش لم يتقاعس يومًا عن مهماته. نحن أمام امتحان صعب وسيثبت الجيش أنه قادر على القيام بكل المهمات المطلوبة منه وأنا على ثقة كاملة بهذا الأمر. الجيش أثبت على الدوام أنه يمثل وحدة هذا الوطن ويقوم بواجباته، وجميع اللبنانيين إلى جانب الجيش ويدعمونه، فرغم الإمكانات الضئيلة، بقي الجيش صامدًا في مراكزه وحافظ على المدنيين. سنكمل مهماتنا لأننا مؤمنون بما نقوم به".
وكان قائد الجيش قد اجتمع بضباط اللواء وعسكرييه وهنّأهم بمناسبة الأعياد المجيدة، واطّلع على مهماتهم وأوضاعهم العملانية"، وأعرب عن "تعازيه بشهداء الجيش خلال العدوان الإسرائيلي الأخير"، متمنيًّا الشفاء العاجل للجرحى، كما زود الضباط بالتوجيهات الضرورية خلال المرحلة الحالية وما يتخللها من مهمات دقيقة. وختم منوهًا بصمود "العسكريين وانضباطهم وشجاعتهم في وجه العدوان الإسرائيلي".
بعدها انتقل الرئيس ميقاتي والعماد عون، إلى قيادة القطاع الشرقي التابع لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل في إبل السقي - مرجعيون حيث كان في استقبالهما قائد اليونيفيل Lieutenant General Aroldo Lazaro، وقائد القطاع الشرقي في اليونيفيل Brigadier General Fernando Ruiz".
ونوه الرئيس ميقاتي، بدور اليونيفيل وتعاونها الوثيق مع الجيش، مشددًا على أن الأولوية هي تطبيق القرار الدولي 1701 كاملًا وانسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي التي توغل فيها ووقف الخروقات والتدمير الممنهج للقرى. وقال: "إننا نتطلع إلى استقرار طويل الأمد في الجنوب من خلال قيام الجيش بمهماته كاملة بالتعاون مع اليونيفيل".
من ناحية أخرى، لفت العماد عون إلى أن الجيش يقوم بمهماته بكامل طاقته تطبيقًا للقرار ١٧٠١ بالتعاون والتنسيق مع اليونيفيل، معتبرًا أن المطلوب بالدرجة الأولى هو التزام العدو الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار الذي يقع في صلب مهمات اللجنة الخماسية. (Mechanism).
كما شرح قائد اليونيفيل المهمات التي تنفذها بالتنسيق مع الجيش، مشيرًا إلى استمرار اجتماعات اللجنة الخماسية لمراقبة وقف إطلاق النار (Mechanism) لتنفيذ المهمات المطلوبة منها.
واستمع الحاضرون إلى إيجاز حول الوضع الميداني، وجرى خلاله التداول في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، والخطوات المرتقبة والمطلوبة في هذا الإطار، ثم انتقلوا إلى بلدة الخيام حيث تُواصل الوحدات العسكرية فتح الطرقات وإزالة الركام ومعالجة الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة، وعاينوا حجم الدمار الهائل في البلدة بفعل العدوان الإسرائيلي، وقال الرئيس ميقاتي: "نشعر بألم كبير لهذا الدمار الحاصل في الجنوب وهناك أمل بالجيش ومعنوياته. التدابير المتعلقة بالقرار 1701 ستأخذ مجراها الطبيعي وسينفذها الجيش بشكل كامل بضمانة أميركية فرنسية، وممنوع أن يكون هناك أي عائق أمام الجيش للقيام بواجباته. التأخير والمماطلة في تنفيذ القرار ١٧٠١ ليسا من جهة الجيش بل المعضلة هي في الجانب الإسرائيلي وهناك مماطلة من قبله ويجب أن نراجع أطراف اتفاق وقف إطلاق النار، وهم الفرنسيون والأميركيون، لوضع حد لتلك المماطلة الإسرائيلية والإسراع قدر الإمكان قبل انتهاء مهلة الـ60 يومًا المنصوص عليها في الاتفاق".
وأضاف: "أُصرّ على حل كل الخلافات في ما يتعلق بالخط الأزرق لكي لا يكون هناك أيُّ مبرر لوجود احتلال إسرائيلي على أرضنا. الحكومة اللبنانية مسؤولة عن تنفيذ ما توصلنا إليه من إجراءات في ما يتعلق بالقوانين الدولية، كما أنها مُلتزمة بقرارات مجلس الأمن الدولي كاملة".
وأضاف: "الدمار في بلدة الخيام يؤلم القلب وحتمًا ستكون هناك خطة لإعادة الإعمار وندرس هذا الموضوع ضمن السرعة والشفافية الكاملة لتنفيذه. كذلك نسعى مع البنك الدولي والاتحاد الأوروبي والدول العربية خصوصًا والدول الصديقة لإنشاء صندوق ائتمان يُشارك فيه الجميع من أجل القيام بإعادة إعمار كل ما تدمّر في الجنوب اللبناني".
في نهاية الجولة، أقيم استقبال للرئيس ميقاتي والعماد عون في بلدتَي جديدة مرجعيون والقليعة حيث توجّه الرئيس ميقاتي إلى الأهالي بالقول: "أنا سعيد لوجودي هنا بينكم في القليعة وجديدة مرجعيون في جنوب لبنان. إنّ صمودكم وتمسّككم بالأرض وثباتكم هو المطلوب وهو الذي يرفع رأسنا عاليًا، ويدفعنا أكثر فأكثر للعمل من أجل تعزيز الاستقرار ونهضة الوطن".