أعلنت الحكومة السلوفاكية عن استعدادها لاستضافة مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا، وذلك في خطوة قد تسهم في تحريك الجمود الدبلوماسي القائم منذ بداية الحرب الأوكرانية في 2022.
جاء ذلك بعد موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن تكون العاصمة السلوفاكية براتيسلافا منصة للمحادثات بين الطرفين.
وأكد وزير الخارجية السلوفاكي يوراي بلانار أن سلوفاكيا على استعداد لتقديم أراضيها لاستضافة مفاوضات سلام تشمل جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك روسيا.
وقال بلانار إن هذا العرض يأتي في وقت حساس حيث تقترب الحرب من إتمام عامها الثالث. وأضاف أن المباحثات يجب أن تشمل "جميع الأطراف" و"روسيا"، مشيراً إلى ضرورة أن تكون المفاوضات شاملة بعد قمة سويسرا التي اقتصرت على عدد من الدول الغربية.
وكان الرئيس الروسي قد أشار، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى إشادته بموقف سلوفاكيا "المحايد" في النزاع، معبراً عن دعم موسكو لفكرة أن تكون براتيسلافا منصة للمفاوضات.
واعتبر بلانار هذه التصريحات من بوتين "إشارة إيجابية لإنهاء الحرب وحقن الدماء ووقف الدمار في أسرع وقت ممكن."
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس تشهد فيه العلاقات الأوروبية الروسية توتراً كبيراً. حيث يظل رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، الذي عاد إلى السلطة في خريف 2023، أحد القادة الأوروبيين القلائل الذين حافظوا على علاقات وثيقة مع الكرملين.
وقد أثار لقاء فيكو مع بوتين في موسكو في 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي انتقادات واسعة من الجانب الأوكراني، الذين اعتبروا أن هذه الزيارة تعكس دعماً لمواقف موسكو في الأزمة.
في الوقت ذاته، اتخذت الحكومة السلوفاكية خطوات مثيرة للجدل تتماشى مع موقف المجر الداعم لروسيا. حيث قرر فيكو تعليق جميع المساعدات العسكرية لأوكرانيا واتهم الحكومة الأوكرانية بتعريض إمدادات بلاده من الغاز الروسي للخطر.
وكان أحد المواضيع العالقة هو توقيع أوكرانيا في الصيف الماضي على قرار بعدم تجديد عقد نقل الغاز الروسي عبر أراضيها إلى أوروبا حتى نهاية 2024، دون التوصل إلى حل حتى الآن.
رغم كون سلوفاكيا عضواً في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، فإن الحكومة الحالية تحت قيادة فيكو تتبنى سياسة أكثر توازناً تجاه روسيا، مما يثير توترات مع بعض حلفائها الغربيين.
فيما لا يزال الأمل قائماً في براتيسلافا بأن يكون هذا العرض نقطة تحول قد تساهم في دفع عجلة السلام في أوكرانيا، يبقى أن نرى ما إذا كانت موسكو وكييف سترتقيان إلى هذا الاقتراح وتبدآن في مفاوضات فعلية على أرض سلوفاكيا.