بدأ العد العكسي للجلسة الرئاسية المقررة في التاسع من كانون الثاني/ يناير الحالي، فيما المعضلة تكمن في ضبابية مشهد الترشيح، إذ لم تتبلور بعد بشكل نهائي ترشيحات الفرقاء السياسيين. وفي وقتٍ تترقّب الأوساط السياسية والشعبية لما قد تثمره هذه الجلسة، وسطَ خشيةً من تكرار سيناريو حلقات الجلسات السابقة، لا يزال اللقاء الديمقراطي ثابتاً على موقفه بدعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون.
في الأثناء، جولةٌ بعيدة عن الأضواء قام بها الوفد السعودي، يوم أمس السبت، برئاسة الأمير يزيد بن محمد بن فهد الفرحان المشرف على عمل اللجنة السعودية المعنية بملف لبنان، طالت المسؤولين السياسيين، للإطلاع على مستجدات الملف الرئاسي عشية الجلسة المنتظرة، وقد مدّد زيارته إلى اليوم الأحد لمزيد من المباحثات.
وفيما ارتفع منسوب الاهتمام الخارجي بملف الرئيس، وسط اتصالات دبلوماسية مكثفة على هذا الخط، وفي غَمرة الإستعدادات الرئاسية، أكّدت مصادر متابعة أنَّ الوفد السعودي جاء حاملاً رسالة مفادها التشديد على انتخاب رئيسٍ في 9 كانون الثاني، لافتةً إلى معايير الرئاسة ترتكز بالدرجة الأولى على استعادة الرئيس ثقة المجتمعين العربي والدولي، إذ أن علاقات دول الخليج مع لبنان تتوقف على هذا الرئيس وتوجهاته.
المصادر لفتت إلى أنَّ الوفد السعودي كان صارماً في رسالته مع جميع القوى التي اجتمع إليها، خصوصاً تلك التي ناقشت إمكانية تأجيل الجلسة، إلّأ أن كل هذه المحاولات كانت دون جدوى.
في الإطار، يصل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين غداً الإثنين إلى بيروت، ووفق معلومات “الأنباء” الإلكترونية فإنَّ هوكشتاين يحمل في جعبته رسالة حاسمة أيضاً بالاتجاه نفسه، على أن يترأس يوم الثلاثاء اجتماع لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل بصفته الرئيس المدني للجنة.