على صعيد ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وفي وقت ينتظرُ لبنان الاقتراحَ الاميركيّ في شأنِ الاتفاق على هذا الترسيم نهاية هذا الاسبوع من الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين، أشار نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب إلى «أننا نتوق الى أن يتسَلّم رئيس الجمهورية ميشال عون خلال 24 ساعة الرَد أو العرض الخطي من الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين، على أن يدرس وإذا كان ضمن الحدود يكون إيجابياً ويُبنى عليه». وأكد بو صعب في حديثٍ مُتلفز أن «الجو إيجابي ولا نريد أن نُفرط في التفاؤل في انتظار الرد الخطي»، لافتاً إلى أنه «كانت هناك نقاط كثيرة عالقة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي استطعنا حلها»، مشدداً على أنّ «الحلول كانت بما يناسب لبنان»، بحسب "الجمهورية".
الموقف الاسرائيلي: وفي غضون ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية أمس إن إسرائيل تتوقع تَسلّم الصيغة النهائية لاقتراح أميركي حول ترسيم الحدود البحرية مع لبنان خلال أيام، على أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصَغّر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابينت» الخميس المقبل للبحث في إقرار الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين اسرائيل ولبنان، كما يبدو». وأضافت نقلاً عن «مصادر إسرائيلية مُطلعة» لم تسمّها: «يتوقع أن يعرض الوسيط الاميركي لهذا الملف عاموس هوكشتاين موقفه من هذه المسألة خلال الأيام المقبلة، ويتوقع أن يجتمع الأخير مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا الذي يزور واشنطن حالياً».
وفي غضون ذلك، قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه من المتوقع أن تبدأ الأسبوع المقبل عملية التحقّق من سلامة خطوط الأنابيب في منصة كاريش»، التي يطلق عليها لبنان اسم «قانا».
وذكرت أن هذا الاختبار يأتي على خلفية التقدم الكبير في المفاوضات لحل النزاع البحري بين إسرائيل ولبنان. وأضافت: «من المتوقع أن يستغرق الاختبار أسابيع عدة، وفقط عند اكتماله، سيبدأ ضَخ الغاز». وتابعت: «كجزء من الفحص، سيتم فحص سلامة جهاز الحفر ونظام نقل الغاز الطبيعي من جهاز الحفر إلى النظام الوطني». واستدرَكت: «من المهم التأكيد على أن هذا ليس إنتاجاً للغاز الطبيعي، ولكنه تدفّق للغاز الطبيعي في الاتجاه المعاكس، من الساحل إلى منصة الحفر، بغرض اختبار الأنظمة».
وقالت الهيئة: «ستتيح الأسابيع التي سيتم فيها إجراء الفحص نافذة إضافية من الوقت للتوصل إلى اتفاق قبل بدء ضخ الغاز من الخزان». أضافت: «في هذا السياق، يواصل المسؤولون الإسرائيليون التوضيح أن تاريخ ضخ الغاز سيبدأ عندما تتمكّن منصة الحفر من الضخ، بغضّ النظر عن تهديدات «حزب الله».
وذكرت الهيئة أن ذلك يأتي بالتزامن مع التقديرات الإسرائيلية التي تم استعراضها خلال مداولات في هذا الشأن عَقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد الأحد الماضي، بأنه سيتم التوصّل إلى اتفاق حول ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان خلال «الأسبوع أو الأسبوعين القريبين».
وأفادت قناة «كان 11» إن جلسة المجلس الوزاري المصغّر تُعقد على ضوء «إحراز تقدم كبير في محادثات حل النزاع البحري بين إسرائيل ولبنان»، والتفاؤل لدى المسؤولين الإسرائيليين أنّ اتفاقاً في هذا الشأن سيُبرم مع بيروت، بوساطة أميركية، خلال أيام.
وكانت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية، غالي بهاراف ـ ميارا، قد عبّرت عن موافقتها على أن توقّع الحكومة الانتقالية برئاسة لبيد، اتفاقاً بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، بموافقة من الكابينيت فحسب، من دون الحاجة إلى عرض الاتفاق المتوقّع على الكنيست للتصويت عليه، أو إجراء استفتاء للمواطنين بشأنه.
وأفاد مسؤول رفيع في الحكومة الإسرائيلية تحدث إلى صحيفة «هآرتس» أنّ المستشارة القضائية للحكومة أشارت إلى أنه لن تخضِع الاتفاق لـ»قانون أساس: الاستفتاء»؛ وبالتالي لن يُعرض الاتفاق على الكنيست للمصادقة عليه إلا بعد أن يوقَّع.
وقد جاء قرار المستشارة القضائية بعد تقديم التماسات من جهات يمينية عدة إلى المحكمة الإسرائيلية العليا تُطالب فيها بتحويل أيّ قرارٍ في شأن الإتفاق مع لبنان حول الحدود البحرية إلى استفتاء شعبي. فيما اكتفت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار بالتعليق على التطورات الأخيرة بالقول: «إنّ المفاوضات معقّدة وانّ بلادها معنية أولاً وقبل كل شيء بمصالحها الامنية والإقتصادية».