بينما لا يزال الشارع الأردني تحت هول الصدمة التي فجرتها جريمة إلقاء أب بطفليه في سيل محافظة الزرقاء الواقعة شمال شرقي العاصمة عمان، لينتشلا جثتين هامدتين، تكشفت تفاصيل جديدة.
فقد بينت التحقيقات أن الأب الأردني أقدم على قتل طفليه "غلا" (5 سنوات) و"محمد" (8 أشهر) للانتقام من زوجته بسبب خلافات عائلية.
إذ حاول الأب بدم بارد، "حرق قلب" زوجته التي غادرت المنزل إلى بيت عائلتها بعد شكوى قدمتها ضده.
إلى ذلك، أظهرت التحقيقات أن الأب كان متزوجًا من اثنتين، ودخل في نزاع مع إحداهما فغادرت منزل الزوجية إلى بيت أهلها ورفعت شكوى ضده قبل أيام. ليقدم على أخذ الصغيرين ويلقيهما في السيل.
ووقعت الحادثة في منطقة جسر المزرعة بالهاشمية، حيث أخذ الأب طفليه صباح يوم الأربعاء الماضي وألقاهما في السيل.
ثم عمد بعد ارتكاب جريمته، إلى الاتصال بالشرطة والاعتراف بما فعله، مؤكداً أنه أقدم على الجريمة بكامل قواه العقلية.
لتتحرك في الحال فرق الدفاع المدني والأمن العام، مستخدمة طائرات درونز وكلاب بوليسية لتمشيط المنطقة، في عملية بحث استمرت 7 ساعات.
بعدها عثر على جثتي الطفلين على بعد حوالي 14 كيلومترًا من موقع الجريمة.
وأمر مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى بإيقاف الأب، وهو في الخمسينات من عمره، لمدة 15 يومًا في مركز إصلاح وتأهيل ماركا.
كما وجهت له تهمة القتل العمد مكرر مرتين، بعد أن أقدم على إلقاء طفليه في السيل وتسبب بوفاتهما.
هذا وسلطت الحادثة المأساوية الضوء على ضرورة معالجة الخلافات الأسرية بشكل سلمي بعيدًا عن الإضرار بالأبرياء، خاصة الأطفال الذين يدفعون ثمن النزاعات بطرق مأساوية.
وفي السياق، اعتبرت استشارية النفس الأسرية والتربوية، حنين البطوش، أن تلك الجريمة "جرس إنذار" يدعو لإعادة النظر في قيم المجتمع ومبادئه. وأكدت أن الصدمة النفسية التي أحدثتها، تكشف عن الجرح العميق الذي أصاب نسيج المجتمع.
كما شددت على الحاجة الماسة لتوفير بيئة آمنة وحاضنة للأطفال، من خلال تربية أجيال واعية بأخطار العنف وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر المعنفة.