السعودية

ماذا تعرف عن "الكعكة الصفراء" في السعودية؟

ماذا تعرف عن

جاء حديث وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، عن عزم السعودية استغلال مصادر ثرواتها في قطاع المعادن، وخصوصًا في استخراج اليورانيوم والوصول به إلى المرحلة المعروفة بالكعكة الصفراء، ويمثل هذا المشروع امتدادًا لمشروع طموح يتم فيه استخدام الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء، وهو مشروع وطني عظيم سوف يساعد في تحقيق توازن مصادر الطاقة في المملكة، بل يتجاوز ذلك إلى مرحلة البيع للدول المستهلكة.

أكد المختص في شؤون النفط والطاقة، عايض آل سويدان، لـ"العربية.نت" أن السعودية عملت على وضع وتنفيذ خطط وطنية لتمكين الطاقة الذرية من المساهمة في مزيج الطاقة الوطني لتلبية متطلبات التنمية الوطنية، وجعل الطاقة الذرية ضمن منظومة الطاقة لضمان بقاء المملكة رائدة وفاعلة في مجال الطاقة عالميًّا.

وأضاف آل سويدان: تم البدء بتطوير البنية التحتية الوطنية للمشروع، وتم تجاوز المرحلة الأولى والثانية، وسوف يتم الانتقال إلى المرحلة الثالثة قريبًا، بالإضافة إلى ذلك، تم تأسيس الشركة السعودية للطاقة النووية القابضة لتكون كيانًا قانونيًّا مستقلًّا لمتابعة وتحقيق المصالح التجارية للمشروع الوطني للطاقة الذرية في السعودية.

ما هي الكعكة الصفراء؟

للتوضيح بشكل مبسط، ما هي الكعكة الصفراء لغير المختصين؟ هي شكل مركّز من خام اليورانيوم يتم إنتاجه أثناء المراحل الأولى من معالجة اليورانيوم الخام، وهي مادة تُستخدم كمرحلة وسيطة في صناعة الوقود النووي، حيث تبلغ نسبة اليورانيوم في الكعكة الصفراء بين 70% و90%.

والسعودية عازمة وبخطى ثابتة نحو الاستفادة من تعدين اليورانيوم وتخصيبه للاستخدام المحلي وبيع الفائض منه خارجيًا، ويمكن التطرق لفوائد والعوائد المستقبلية من الاستثمار في هذا الاتجاه على تنويع مصادر الطاقة.

ويسهم تعدين اليورانيوم في تنويع مصادر الطاقة في السعودية، والمساهمة في تقليل الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي، وستوفر الطاقة النووية إمدادات ثابتة ومستدامة بدرجة كبيرة مقارنةً بغيرها من مصادر الطاقة الأخرى، مما يساعد في استقرار الشبكة الكهربائية، خصوصًا مع طموح المملكة في تصدير الكهرباء لدول المنطقة.

الاقتصاد والاستثمار

وأكد آل سويدان: سيفتح مجال تعدين اليورانيوم أبوابًا جديدة للاستثمارات في قطاعات عديدة، منها تكنولوجيا النووية والتقنيات المتقدمة، والتعدين، والبحث العلمي، وهذا سيساهم في خلق فرص عمل كبيرة وتنمية الاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك تطوير للبنية التحتية الجديدة للطاقة، مما يجعلها جاذبة للاستثمارات الأجنبية.

الحد من التلوث البيئي

سيساهم الاستثمار في تعدين اليورانيوم واستغلاله في توليد الطاقة الكهربائية من المفاعلات النووية المزمع تنفيذها في المستقبل القريب، في تقليل الاعتماد على نحو مليون برميل من النفط والسوائل المستخدمة حاليًا في توليد الكهرباء. وهذا يتماشى مع رؤية المملكة 2030 وملف التغير المناخي.

التصدير خارجيًا

سوق اليورانيوم عالميًا كبير جدًا، وعندما تصل المملكة إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي، سيكون لها دور كبير في هذا السوق، بل ستصبح لاعبًا مهمًا في سوق اليورانيوم العالمي، خاصة إذا تمكنت من تطوير قدراتها في التخصيب والتصدير بإذن الله، كما أنه من المتوقع أن تبرم المملكة اتفاقيات تجارية مستقبلًا مع دول أخرى لتوريد اليورانيوم أو التعاون في مجال الطاقة النووية.

يذكر أن وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان قد أكد أن السعودية تعتزم تحقيق أرباح مالية من جميع المعادن بما في ذلك اليورانيوم، وأوضح خلال مؤتمر في مدينة الظهران، أن السعودية ستقوم بتخصيب اليورانيوم وبيعه وإنتاج ما يعرف باسم الكعكة الصفراء. في إشارة إلى مسحوق مركز من اليورانيوم الخالي من الشوائب يستخدم في صنع وقود اليورانيوم للمفاعلات النووية.

وتابع: "نعمل على توطين التقنيات الحديثة، ونحتاج الكثير لتوطين الصناعات، وقطاع البتروكيماويات أهم محتوى لدينا في المستقبل".

يقرأون الآن