مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ، أمس الأحد، بعد حرب استمرت 15 شهرا ألحقت الكثير من الدمار بالقطاع وأحدثت تحولات كبيرة بالشرق الأوسط، تعالت التساؤلات حول تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار وما إذا كان وقفا مؤقتا أم دائما لإطلاق النار ينهي الحرب الدامية.
كما تساءل البعض عن موقف محور فيلادلفي على الحدود المصرية داخل بنود الهدنة في مراحلها المختلفة، وهل تستمر السيطرة الإسرائيلية عليه أم تنتهي في مرحلة ما من مراحل الاتفاق.
وقف مؤقت.. يؤدي لوقف دائم لإطلاق النار
في هذا الإطار، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد محمود محيي الدين، في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، إن اتفاق وقف إطلاق النار الحالي هو اتفاق مؤقت، سوف يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار مع تنامي الثقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في ظل الوسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر، مؤكدا أن هذه هي الرغبة الأميركية، وليست رغبة إسرائيلية.
وأضاف الخبير العسكري أنه تم سحب القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفي على الحدود المصرية، وأنه بموجب الاتفاق الأخير سيتواجد عدد لا يزيد عن 100 جندي في المرحلة الأولى الحالية، وقد تصل مع الوقت إلى 20 جنديا فقط، على أن يتم الانسحاب الكامل من المحور وإلى الأبد في اليوم الـ50 من بدء الاتفاق.
تحول استراتيجي في الفكر الإسرائيلي
وقال الخبير المصري إن هناك تحولا استراتيجيا في الفكر الإسرائيلي، حيث ستضع إسرائيل فرقتين كاملتين لتأمين إسرائيل من قوات حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث سيتواجد بالمنطقة الشمالية للقطاع الفرقة 162، بالإضافة إلى الفرقة 143 المتمركزة في منطقة كرم أبو سالم الجنوبية.
واعتبر محيي الدين أن هذا تحول استراتيجي في الفكر الدفاعي الإسرائيلي، لأنه دائما ما كان يتم تأمين إسرائيل لقطاع غزة باستخدام فرقة واحدة هي الفرقة 143.
ما موقف المنطقة العازلة؟
وقال اللواء محمود محيي الدين إن إسرائيل خططت لأن تكون هناك منطقة عازلة داخل قطاع غزة تمتد من 1 - 2 كلم بطول القطاع من منطقة شمال القطاع إلى شرق القطاع إلى جنوبه، إلا أنه تم الاتفاق على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة بموجب الاتفاق الأخير.
وأكد الخبير العسكري أن المفاوض الفلسطيني والوسطاء، وبالتحديد الوسيط المصري، أصروا على أن الجيش الإسرائيلي لابد أن يخرج في المرحلة الأولى في مناطق تجميع، على أن يكون للجيش الإسرائيلي 12 نقطة للمراقبة الأمنية، بالإضافة إلى 5 نقاط تجميع "خارج القطاع"، وكانت هذه رغبة مصرية، حيث لا تكون مراكز تجمع الدبابات الإسرائيلية داخل أراضي القطاع.
أما في المرحلة الثانية، فيتم التنسيق على الخروج الكامل من قطاع غزة لتجمعات الدبابات الإسرائيلية، لكن سيتم التفاوض حول إمكانية موافقة الجانب الفلسطيني على اقتطاع جزء من قطاع غزة ليصبح منطقة آمنة، إلا أن الخبير المصري أكد أن رد الجانب الفلسطيني سيكون بالرفض لهذا الأمر.
وأضاف محيي الدين أن رفض الجانب الفلسطيني في هذه المرحلة سيكون بسبب أن هناك إطارا سياسيا اتفق عليه المصريون مع الولايات المتحدة في مبادرة بايدن في مايو الماضي، أنه لا اقتطاع أراض من قطاع غزة، ولا إعادة احتلال، ولا عملية نشر مستوطنات مرة أخرى داخل القطاع.