كانت عودة السفر الأسرع من الصوت بطيئة جدا، رغم كونه أسرع من سرعة الصوت، مع ما تم تحقيقه من إنجاز كبير في 28 كانون الثاني/ يناير الماضي، عندما أكملت شركة "Boom Supersonic" أول رحلة لها بسرعة تفوق سرعة الصوت.
وقد قامت الشركة الأميركية "Boom"، التي تبني أسرع طائرة ركاب في العالم، بكسر حاجز الصوت لأول مرة برحلة تجريبية في موهافي، بولاية كاليفورنيا.
وتعد الرحلة الأسرع من الصوت لطائرة "XB-1"، الطائرة التجريبية التابعة للشركة، المرة الأولى التي يتم فيها كسر حاجز الصوت بواسطة طائرة تم تطويرها بشكل مستقل.
طائرة XB-1، التي أكملت حتى الآن 12 رحلة تجريبية ناجحة منذ أن حلّقت لأول مرة في مارس/ آذار العام 2024، تُعتبر مقدمةً لتطوير الطائرة التجارية الأسرع من الصوت الخاصة بشركة "Boom"، والتي تُعرف باسم "Overture".
خلال رحلتها الأسرع من الصوت الأولى، وصلت "XB-1" إلى ارتفاع 35ـ290 قدمًا قبل أن تتسارع إلى سرعة 1.122 ماخ، كاسرة حاجز الصوت لأول مرة.
وعندما انطلقت الطائرة XB-1 من ميناء موهافي الجوي والفضائي في أحدث رحلاتها، كانت في المجال الجوي التاريخي ذاته، حيث كسر الطيار الأسطوري تشاك ييغر حاجز الصوت لأول مرة في العام 1947.
وتسارعت الطائرة، التي قادها كبير طياري الاختبار في "Boom"، تريستان "جيبيتو" براندنبورغ، إلى 1.122 ماخ (652 عقدة سرعة جوية حقيقية أو 750 ميلاً في الساعة)، أسرع بنحو 10% من سرعة الصوت، بعد حوالي 12 دقيقة من بدء رحلة الاختبار على ارتفاع حوالي 35 ألف قدم.
وكانت أعلى سرعة وصلت إليها الطائرة XB-1 قبل رحلة 28 كانون الثاني/ يناير هي ماخ 0.95، أي أقل بقليل من العتبة الأسرع من الصوت عند ماخ 1، التي بلغتها خلال آخر رحلة اختبارية لها في 10 كانون الثاني/ يناير.
وثّق بث مباشر هذه اللحظة التاريخية لأول طائرة نفاثة مدنية أسرع من الصوت تبنى في أميركا، وأول طائرة أسرع من الصوت يتم تطويرها بشكل مستقل في العالم.
ولدى الطائرة المنتظرة بشدة 130 طلب شراء وحجز مسبق من شركات الخطوط الجوية الأمريكية، والخطوط الجوية المتحدة، والخطوط الجوية اليابانية
وقد مر نحو 55 عامًا على تحليق النموذج الأولي 002 لطائرة "الكونكورد" لأول مرة بسرعة ماخ 1 في 25 آذار/ مارس 1970، وأكثر من 21 عامًا على وضع نقطة نهائية على السفر التجاري الأسرع من الصوت مع الرحلة الأخيرة للطائرة الأنجلو-فرنسية في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2003.
وظهرت محاولات عدة جديدة في مجال الطيران الأسرع من الصوت بينما لا تزال طائرات "الكونكورد" المتبقية تجمع الغبار في المتاحف بالمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا، لكن حتى الآن لم ينجح أحد.
ولا تزال طموحات شركة "بوم سوبرسونيك" مرتفعة، إذ قال الرئيس التنفيذي بليك شول لـCNN العام الماضي، إنه يتوقّع أن تحل الطائرات الأسرع من الصوت محل الطائرات التقليدية في حياتنا.
وأفاد في آذار/ مارس العام 2024 بأنه "مؤمن بشدة بعودة السفر الجوي الأسرع من الصوت"، متابعًا أنه "في النهاية، هدفي توفيره لكل راكب على كل خط جوي. لكن هذا ليس أمرًا يحدث بين ليلة وضحاها".
وتخطط شركة "Boom" لأن تكون طائرتها "Overture" قيد التشغيل قبل نهاية هذا العقد، حيث ستنقل ما بين 64 إلى 80 راكبًا بسرعة ماخ 1.7، أي نحو ضعف سرعة الطائرات التجارية الحالية.