أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي، اليوم الأربعاء، أن مسيرات 10شباط/فبراير ذكرى انتصار الثورة الإسلامية هذا العام كانت انتفاضة شعبية وحركة وطنية عظيمة.
أكد الخامنئي على ضرورة استمرار التقدم الدفاعي بروح الابتكار، واصفًا مسيرة 10 شباط/فبراير لهذا العام بأنها انتفاضة شعبية وحركة وطنية كبرى، رغم الهجمات الإعلامية المكثفة للعدو. كما أشاد بحركة الشعب الإيراني وشكرهم بصدق، مؤكدًا أن الأمة عبّرت عن وحدتها بصوت عالٍ، وأثبتت هويتها، شخصيتها، قدراتها، وصمودها في مواجهة التهديدات المتكررة للعدو.
وقبل هذا اللقاء، قام الخامنئي، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، بزيارة استغرقت ساعة واحدة لمعرض "اقتدار 1403"، الذي عرض أحدث إنجازات وقدرات العلماء والمتخصصين في مجال الصناعة الدفاعية. وقد شملت المعروضات أحدث التقنيات والمعدات المتطورة في مجالات الدفاع الجوي، الصواريخ الباليستية والكروز، الذخائر الذكية، الفضاء، الطائرات المسيّرة والمقاتلات الجوية، السفن البحرية، والطاقة.
وبعد زيارته للمعرض، حيث التقى بعلماء الصناعة الدفاعية ومسؤوليها، ووصف 10 فبراير بأنه عيد عظيم وتاريخي للشعب الإيراني، مضيفًا أنه لا يوجد في تاريخ الثورات سابقةٌ لشعب يحتفل بذكرى ثورته بهذه القوة بعد 46 عامًا من انتصارها.
كما أشاد بالمشاركة الواسعة لجميع شرائح المجتمع، من الرجال والنساء، الأطفال والشيوخ، رغم برودة الطقس القاسية، معتبرًا أن الاحتفال هذا العام كان من أهم وأبرز احتفالات ذكرى انتصار الثورة.
وأشاد بكلمة الرئيس الإيراني خلال مراسم 10 فبراير، معتبرًا أنها استكمال للحركة العظيمة التي قام بها الشعب، حيث عبّر الرئيس بوضوح عن صوت الشعب وقال ما كان ينبغي قوله.
وأكد خامنئي أن الشعب الإيراني واجه ببصيرة ووعيٍ الهجمات الإعلامية المستمرة والحرب الناعمة التي يشنها الأعداء ضد الثورة الإسلامية، وضد بطل 10 فبراير، الإمام الخميني. وأشاد بموقف الشعب قائلاً: "في ظل هذه الظروف، خرج الشعب في جميع المدن والقرى إلى الشوارع في الوقت المناسب، ليعبّر عن مواقفه بوضوح".
وأعرب عن تقديره العميق لحضور الشباب النشط والمتحمس في المسيرات الوطنية، قائلاً: "أنا متعلّق بكم أيها الشباب الأعزاء من أعماق قلبي، وأسأل الله أن تشمل رحمته هذا الشعب، وأن يكون المستقبل أكثر إشراقًا لهذه الأمة الشجاعة، الواعية، والمدركة لمسؤولياتها".
وفي حديثه عن المعرض الدفاعي الذي زاره قبل اللقاء، وصفه الخامنئي بأنه "واحد من أفضل وأرقى المعارض"، معبرًا عن امتنانه العميق لجهود العلماء، والمتخصصين، والمسؤولين، والعاملين في الصناعات الدفاعية. وأضاف: "يجب على الشعب الإيراني أن يكون ممتنًا لهؤلاء الأبناء المقتدرين الذين يسهمون في تعزيز قوة البلاد".
ووصف مسألة الدفاع عن الشعب وأمن البلاد بأنها أمر بالغ الأهمية، قائلاً: "القوة الدفاعية لإيران اليوم أصبحت حديث الجميع، وأصدقاء الثورة يفخرون بها، بينما يخشاها الأعداء، وهذه حقيقة ذات أهمية كبيرة لأي دولة."
وأشار إلى الفترة التي كان فيها القادة العالميون يرفضون بيع المعدات الدفاعية لإيران، أو يبيعونها بأسعار باهظة، قائلاً: "كان أولئك الطغاة يقولون لإيران: لا تشتري معدات عسكرية. ولكن بين "نحن لا نبيع" و "أنت لا تشتري"، يوجد فارق كبير، وقد تم سد هذا الفارق بفضل جهود العلماء والعقول النابغة من المتخصصين الشبان."
وأشاد بالتقدم الدفاعي المذهل الذي حققته إيران، خاصة في ظل الحظر المستمر من قبل الأعداء، قائلاً: "صناعة الدفاع في إيران أصبحت في وضع يمكنها من إنتاج أي قطعة يحتاجها البلد في الداخل، إذا لم يُسمح لنا بشرائها."
وفي جزء آخر من حديثه، تحدث الخامنئي عن ضرورة استمرارية التقدم في صناعة الدفاع، مؤكدًا أن الإنجازات الدفاعية قد حسّنت من مرتبة القدرة الدفاعية لإيران في العالم، لكن هذا لا يعني التوقف أو الرضا بالوضع الراهن. وأضاف: "لقد بدأنا من الصفر، ورغم الجهود والإنجازات العديدة التي حققناها، ما زلنا نبتعد عن الخطوط الأمامية في العديد من المجالات."
وأكد أن الوصول إلى الخطوط الأمامية العسكرية هو جزء من التوجيه القرآني "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ"، الذي يشير إلى الاستعداد الكامل والمستمر لمواجهة الأعداء. وأوضح أن هذا الاستعداد يعد من الأساسيات الضرورية للدفاع عن الوطن ضد الأعداء.
وأشار إلى ضرورة أن تستمر التحسينات والتطورات في جميع المجالات العسكرية، قائلاً: "على سبيل المثال، إذا تم تحديد مستوى معين من الدقة في الصواريخ في فترة ما، وإذا كانت هناك حاجة اليوم لزيادة هذه الدقة، فإنه يجب علينا تنفيذ ذلك."
كما أكد أن التركيز على الابتكار والابتكار المستمر في الأنظمة الدفاعية هو من الضروريات أيضًا، قائلاً: "الابتكار لا نهاية له. والابتكار لا يعني مجرد القدرة على إتمام أو تحسين ما قام به الآخرون، بل يجب البحث عن الأعمال غير المنجزة واستكشاف الإمكانيات غير المعروفة في الطبيعة، كما حدث عند اكتشاف الكهرباء، والإنترنت، والذكاء الاصطناعي، التي فتحت آفاقًا جديدة في العلوم على العالم."
وأكد أن التقدم الحقيقي في جميع المجالات يتوقف على الابتكار واستخدام القوى الشابة والمؤمنة، والمتخصصة، والموهوبة. وأضاف: "الإيمان يمنح الإنسان القوة والقدرة، ويبقيه على الصراط المستقيم. أما كونه ثوريًا، فهو يعني الإيمان بالتحول السياسي والاجتماعي العظيم الذي تحقق بفضل الثورة الإسلامية في بلادنا."
وفي توصية أخرى، حث الجامعات والمراكز البحثية في القوات المسلحة على توجيه أبحاثهم نحو تلبية احتياجات الدفاع الوطني. وقال: "في بعض الجامعات، تركز جهود الأساتذة على كتابة ونشر المقالات، دون النظر إلى احتياجات البلاد التي قد تُحل من خلال تلك المقالات. في مراكز البحث العسكرية، يجب أن نتجنب هذا العيب."
في الختام، أعتبر خامنئي، التفكير، والابتكار، والقدرة على البحث والتصنيع من النعم الإلهية التي يجب شكرها وتقديرها على المستويين القلبي والعملي.