دعوات تتوالى لـ"تنحي حماس" من المشهد الفلسطيني لتفادي الرفض الإسرائيلي وجودَها بالحكم والمخطط الأميركي لـ"التهجير"، يُثيران تساؤلات بشأن احتمال أن يكون ذلك جزءاً من حل أزمة قطاع غزة، ومدى إمكانية تحقيق ذلك، مع تلويح الحركة قبل أيام بأنها "ستكون موجودة في اليوم التالي من انتهاء الحرب".
تلك الدعوات التي طرحها الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، قبل أيام، وأيّدها المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، الجمعة، انقسم إزاءها خبراء بين مَن يستبعد ذلك، وآخرون يرون أنها الخيار الأقرب لحل أزمة القطاع، وتفويت الفرصة على الرئيس الأميركي دونالد ترمب المُتمسك بخطة التهجير منذ كانون الثاني/ يناير الماضي، ورئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الرافض لبقاء "حماس" في حكم القطاع منذ الحرب قبل أكثر من عام.
قرقاش قال في منشور عبر منصة "إكس"، الجمعة: "الدعوة العقلانية لأمين عام الجامعة العربية، بتنحي (حماس) عن إدارة غزة في محلها، فمصلحة الشعب الفلسطيني يجب أن تتقدم على مصلحة الحركة، خصوصاً في ظل الدعوات لتهجير الفلسطينيين من غزة".
وكان أبو الغيط قد قال في مقابلة متلفزة قبل أيام، إنه "يجب على (حماس) أن تتوافق مع السلطة الفلسطينية وتنكر الذات"، لافتاً إلى أنه "إذا كانت الرؤية الدولية، والمصلحة الفلسطينية، تتطلبان أن (حماس) تتنحى عن الوجود في الصورة بهذا الشكل الواضح، فليكن وبإرادة عربية، وبتوافق وتراضٍ فلسطيني، وتأخذ السلطة الفلسطينية مسؤوليتها وتدير هذا القطاع، من خلال أي طرح من مصر أو القمة العربية (الطارئة المقبلة أواخر الشهر) إذا ما قررت ذلك".
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن "جزءاً أساسياً من حل أزمة غزة، هو عدم وجود (حماس) في اليوم التالي للحرب أو انسحابها من المشهد الحكومي على الأقل؛ لأنها بالنسبة لإسرائيل وأميركا يجب ألا تكون موجودة"، متوقعاً أن يكون "بقاء الحركة ذريعة كافية لإسرائيل لتعطيل الإعمار والدفع نحو التهجير الطوعي".
وتأتي تلك الدعوات مع ترويج "حماس" لفكرة بقائها بالقطاع في "اليوم التالي"، بعدما رفعت على المنصة الرئيسية لتسليم الدفعة الخامسة من صفقة تبادل الأسرى بدير البلح قبل أيام لافتةً كبيرةً كتبت عليها بالعربية والعبرية والإنجليزية "نحن الطوفان... نحن اليوم التالي"، وعقب التسليم وجدل اللافتة، قالت الحركة في بيان: "يؤكد شعبنا الفلسطيني بالتفافه العظيم حول المقاومة وتحدي الاحتلال، رفضه لكل مشروعات ترمب بالتهجير والاحتلال، وعزمه الراسخ على إفشالها (...)، وأن اليوم التالي هو يومٌ فلسطينيٌّ بامتياز".
وسبق أن رعت مصر محادثات بين "حماس" و"فتح" أسفرت بعد 3 جولات في تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر وكانون الأول/ ديسمبر الماضية، عن توافق مبدئي على لجنة مستقلة لإدارة القطاع تحت مسمى "لجنة الإسناد المجتمعي" لم تقرها السلطة الفلسطينية وذهبت للإعلان عن لجنة أخرى.
في حين أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في تصريحات قبل أيام، أن "أي تصورات لليوم التالي في غزة يجب أن تكون في إطار وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن تشمل عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع".