أكد خبراء أن أحداث الشغب التي شهدتها مدينة على خلفية منع طائرة من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، كانت من دون شك مدبرة ومنظمة من قبل "الثنائي الشيعي".
وأضاف الخبراء أن هذا الثنائي بدأ يشعر بأن نفوذه يتضاءل شيئًا فشيئًا وسيفقد السيطرة بشكل كامل، ومن ضمنها السيطرة على حركة التنقل بين بيروت وطهران التي كانت تؤمن له وللأمس القريب جزءًا من تمويله.
وقال صلاح منصور، وهو عنصر سابق في "حزب الله"، إن القيادة السياسية في حزب الله، ومنذ انتشار خبر منع طائرة إيرانية من الهبوط في بيروت، أوعزت لبعض مسؤولي الخلايا للتحرك اعتراضًا على القرار.
وأضاف منصور أن هذا التحرك يهدف إلى أن يبقى الأمر عبارة عن تحرك شعبي عفوي بعيدًا عن القرار السياسي، وحصر تنظيم المسيرات والتظاهرات وقطع الطرقات بعدد قليل جدًا للحفاظ على السرية وللإعلان عن عدم المسؤولية إذا ما انفلت زمام الأمور وهو ما حصل فعلًا بعد حرق سيارة تابعة لقوات حفظ السلام.
وأردف أن "حركة أمل شاركت حزب الله في أعمال الشغب، حيث تولت عناصر الحركة إقفال الطرقات داخل مدينة بيروت، خاصة المعابر الأساسية التي تربط العديد من المناطق ببعضها وذلك لشل الحركة داخل المدينة بأكبر قدر ممكن". وتابع: "أما عناصر حزب الله فقد تولت أمر قطع طريق المطار".
وأكد منصور أن "التعرض لسيارة القوات الدولية لم يكن مقررًا، فمرورها كان مصادفة على طريق المطار للحاق بإحدى الرحلات ومن الواضح أنه بسبب الحشد الكبير وشدة الانفعال دفعت المتظاهرين للتعرض لها بالشكل الذي ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي".
"وظهر العديد من الشبان الصغار الذين نفذوا الاعتداء، علمًا أن حزب الله يلجأ دائمًا لهذه الفئة العمرية لتنفيذ المهمات القذرة لكنه هذه المرة وقع بشر أعماله"، وفق المتحدث ذاته.
وأشار إلى "ما يؤكد التنسيق والتخطيط المسبق من قبل الثنائي، بأن الطرقات فرغت تمامًا من المتظاهرين وتم فتحها وأزيلت العوائق فور البيان الشديد اللهجة الذي صدر عن الجيش اللبناني والذي أعطى مهلة ساعة واحدة وإلا سيتصرف بطريقة مغايرة مع قطع الطريق".
أما المحللة السياسية آلاء القاضي فقالت في حديث إعلامي، إن الثنائي الشيعي حاول من خلال التظاهرات في بيروت التمسك بالعلاقة المميزة مع إيران.
وأضافت القاضي أنه "تم اعتبار الحد من حرية التنقل الجوي بين طهران وبيروت بداية لوضع ضوابط كثيرة من قبل العهد الجديد قد يليها الكثير من القرارات المشابهة".
وأشارت إلى أن "الحزب يعتبر بأن النقل الجوي أصبح مصدر الحياة الوحيد المتبقي له بعد إقفال المعابر البرية مع سوريا وقطع كل طرق الإمدادات، فحتى التهريب عبر البحر أصبح شبه مستحيل مع التدقيق الجدي الذي تقوم به قوات الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة".
وذكرت أن "خطة الضغط التي وضعها الثنائي الشيعي والمبنية على أساس الضغط الشعبي والمطالبات الشعبية فشلت مع حرق السيارة التابعة للأمم المتحدة، ما قلب الأوضاع رأسًا على عقب".
واستطردت: "بدلًا من الضغط للحصول على نتائج إيجابية أصبحت كل النتائج سلبية موجهة ضد الثنائي وجمهوره وأطاح بأي فرصة للبحث في مسألة النقل الجوي بين إيران ولبنان، وأصبح موقف الحكومة اللبنانية الجديدة أقوى بل حصلت على دعم إضافي لضرورة فرض السيطرة على الشارع اللبناني وهذه المرة بدعم دولي إضافي".