عمليّة

وصلت سيّارات مموّهة لأحد الأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة، مساء الجمعة، إلى "منطقة الطريق الجديدة" في بيروت، وترجّل منها عناصر أمنيّون يحملون الأسلحة، واحدٌ منهم تأبط ذراع أحد المارّة المدنيّين قائلاً له "معك أمن الدولة" ومحذّراً إيّاه من أن يقاوم عمليّة الاعتقال، في حين بدأ عنصرٌ آخر بتفتيشه، وخلال أقلّ من دقيقة توجّها به إلى داخل إحدى الآليّات، وأعيد فتح الطريق من قبل آليّات أخرى مواكبة، وانطلقوا نحو أحد المراكز العسكريّة.

هذه العمليّات تُعتبر عمليّة "نظيفة" باللغة الأمنيّة، ولكن على بساطتها، عند دخولك في التفاصيل، تكتشف أشهراً من الرّصد والتعقّب والمراقبة، قام بها ضبّاط ورتباء وعناصر من المديريّة العامّة لأمن الدّولة.

إنّه (بسّام ع.)، الصّيد الثمين في هذه العمليّة، والمعروف في بيروت بالخوّات التي يفرضها على المواطنين، وبتجارته في كلّ أنواع المسروقات منسّقاً بينه وبين مختلف عصابات السّرقة في بيروت، وصادرٌ بحقّه خُلاصات حكمٍ ومذكّرات توقيف وبلاغات بحث وتحرٍّ.

في الآونة الأخيرة، حاول أكثر من جهاز أمنيّ توقيفه، وكان يتمكّن في كلّ مرّة من الهرب بمساعدة معاونين له، حتّى أنّه في المرّة الأخيرة، وخلال محاولة أحد الأجهزة الأمنيّة توقيفه، تمّ تبادل إطلاقٍ للنّار بينه وبين عناصره، وتمكّن أيضًأ من الهرب، على رغم إصابته في رجله. ومؤخّراً، استفحلت ارتكابات بسّام في بيروت، متّخذاً أقصى درجات الحيطة، عبر التخفّي وعدم التنقل إلّا في الحالات الضروريّة.

أتت العمليّة التي قامت بها القوّات الخاصّة في أمن الدّولة مفاجئة لبسّام، ولم يبدِ خلالها أيّ مقاومة، على رغم أنّه كان يحمل سلاحاً أبيضَ، ولكنّه لم يتسنَّ له استعماله بحسب مصدرٍ في المديريّة، أفاد بأنّ مخدّرات كانت بحوزته أيضاً، للاستعمال الشخصيّ، لأنّه على ما يبدو مدمنٌ إيّاها، وتابع المصدر المذكور أنّ التحقيقات بدأت ليل البارحة ولا تزال مستمرّة بإشراف القضاء المختصّ.

يقرأون الآن